في اليوم الذي ولد فيه رسول الهدى محمد صلوات الله وسلامه عليه انطفأت نار المجوس في بلاد فارس فكان هذا إيذانا ببدء نور التوحيد والإسلام في هذه البلاد التي عاشت ردحا من الزمن لا تعرف إلا الشرك وعبادة النار.. وحين تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلافة المسلمين عزم على إكمال وصول نور التوحيد إلى هذه البلاد فكانت معركة القادسية ومعركة نهاوند التي انطفأت بعدها نار المجوس كليا وعاد الناس إلى التوحيد الخالص لله بعد انهيار الطاغوت المجوسي الفارسي الذي أذل الناس وأهانهم ومسخ كرامتهم وأجبرهم على عبادته وعبادة ناره فجاء نور الإسلام الذي بزغ من جزيرة العرب ليعيد للإنسان كرامته وعزته ويربطه مع خالقه ليوحده وحده ويقضي على طغيان البشر على البشر.
وفي العصور الوسطى بدأت بقايا الفرس والمجوس تحن إلى هذا الجبروت والطغيان وتتمنى الانتقام من المسلمين الذين أعادوا للناس كرامتهم وعزتهم فبدأت تتمسح بمسوح الدين وتخدع السذج والبسطاء بحب آل البيت وهذا مايحدث حاليا من قبل الأخطبوط الإيراني الفارسي الذي يخدع الناس والبسطاء ويغريهم بالمال للدخول في هذ النفق الشركي المجوسي الذي يعتمد على هدم دعائم الإسلام والتشكيك فيه وماذلك إلا بهدف القضاء على الإسلام وعودة الطغيان الفارسي وعبودية الناس له وهذا ماحدث عند تأسيس حركة الحوثيين في اليمن والذين كشروا عن أنيابهم الصفوية المجوسية الفارسية الحاقدة فعاثوا في بلاد اليمن السعيد فسادا وهدموا المساجد ودور القرآن تقربا إلى آلهتم في طهران!!
وبدأوا بالزعيق والصراخ والتهديد بغزو مكة والمدينة والوصول إلى الركن اليماني وإعادة سيرة القرامطة الذي ذبحوا المسلمين الطائفين الراكعين في بيت الله. ولكن الله حام بيت ومقيض عباده لحمايته فقيض الله ملك من جزيرة العرب هو الملك سلمان ليهب هبة المؤمن القوي العازم الحازم ليقف في وجه هذا الطاغوت المجوسي.. وأجره وأجر جنده عند الله في الآخرة.. وسيذكر التاريخ ماقام به هذا الملك البطل في الوقوف بوجه هذا المد الفارسي المجوسي.. جاء هذا الملك ليقول كفى لهذا الطغيان كفي لهذا الظلم المجوسي الذي أهلك الحرث والنسل في العراق وفي سوريا وأتى على اليمن.. سيذكر التاريخ أن هذا الملك هو مطفئ نار المجوس في اليمن.
وهبة الملك سلمان بعاصفة الحزم.. تذكرني بقصيدة لشاعر العرب أبي الطيب المتنبي.. فكأن التاريخ يعيد نفسه.. ويكرر أيامه وأحداثه العظام:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
ويقول أبي الطيب في قصيدته أيضا:
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
ووجهك وضاح وثغرك باسم!!
ويقول أيضا:
ولست مليكا هازما لنظيره
ولكنك التوحيد للشرك هازم!!
فما أشبه اليوم بالأمس والليلة بالبارحة فجند سلمان وجند التوحيد يدكون معاقل هؤلاء الأوباش الأنجاس الذين آذوا عباد الله المؤمنين وهدموا مساجده وقتلوهم وشردوهم عبادة للطاغوت الشركي المجوسي.
ويقول أبو الطيب أيضا في قصيدته:
تشرف عدنان به لاربيعة
وتفخر الدنيا به لا العواصم
على كل طيار إليها برجله
إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
أقول: على كل طيار بطائرته يدك معاقل الطغيان والظلم والجهل الذي يريد أن يعيد اليمن إلى زمن الجاهلية.
ويختم أبو الطيب قصيدته الرائعة:
ألا أيها السيف الذي ليس مغمدا
ولافيه مرتاب لا منه عاصم
هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى
وراجيك الإسلام أنك سالم
وأقول ختاما هنيئا لسلمان هذا المجد والتضامن العارم معه ومع بلد التوحيد هذا التضامن الإسلامي الجارف وإذ أرعب فراخ المجوس وأذنابهم ورسم علامات الخيبة والخذلان على وجوههم لسقوط مخططاتهم وألاعيبهم فقد جاءت (عاصفة الحزم) لتقول كفى لهذا القتل واستباحة الدماء كفى.. كفى فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى!!
- م. عبدالعزيز السحيباني