صنعاء وعدن - عماد عبد الكريم - سمية فيصل:
تعرض الحوثيون وقوات المخلوع صالح، في الساعات الأولى من فجر يوم أمس لعمليات قصف وكمائن في أكثر من ست محافظات من المحافظات اليمنية في الجنوب والوسط. وشنت طائرات التحالف غارات جوية عنيفة، استهدفت مواقع ومعسكرات الحوثيين في الضالع، بينها مقر اللواء 33، ومعسكر القوات الخاصة في سناح، شمال مدينة الضالع، في الوقت الذي قطع الحوثيون الاتصالات والإنترنت عن محافظة الضالع، فيما شنت طائرات تحالف عاصفة الحزم، غارات على معسكر السوادية في البيضاء، الموالي للرئيس المخلوع علي صالح، كما قصفت مواقع للحوثيين في محافظة شبوة. وقالت مصادر قبلية إن تنسيقاً جرى بين القبائل وطائرات تحالف عاصفة الحزم، قضى بمراقبة قوة عسكرية تابعة للحوثيين وصالح، كانت في طريقها إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وقبيل وصولها شنت طائرات التحالف غارات دمرت القوة بكاملها. في المقابل، نصبت اللجان الشعبية في منطقة المخادر في محافظة إب فيلمحافظتي لحج وتعز، كانت في طريقها إلى عدن، وقتل أكثر من 12 حوثياً. وفي منطقة أمعين في محافظة أبين، تمكنت القبائل من تدمير طقمين، بمن فيهم من المسلحين الحوثيين، وجنود موالين لصالح، فيما شنت طائرات تحالف عاصفة الحزم غارات على مواقع للحوثيين شمال وجنوب صنعاء. من جهة ثانية وصلت حالات الإصابات في أوساط السكان بأمانة العاصمة صنعاء جراء الرصاصات الراجعة من مضادات الطيران التي يطلقها الحوثيون في مواجهات الطلعات الجوية لعاصفة الحزم 51 حالة اعترفت بها ما يسمى بوزارة الداخلية التابعة للحوثيين وذلك بعد أن قام الحوثيون بنصب مضادات وسط الأحياء السكنية ويتوقع مراقبون أن عدد الإصابات تفوق الرقم المعلن بكثير.
من ناحية أخرى أكدت مصادر محلية اندلاع مواجهات عنيفة بين رجال القبائل في مديريتي القفر والمخادر بمحافظة إب (وسط اليمن)، وبين مليشيات الحوثي المسلحة يوم الجمعة. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات اشتدّت مساء أمس، وأنها أسفرت حتى الآن عن مقتل 12 حوثياً، وعشرات الجرحى، في حين سقط من أبناء القبائل 4 قتلى. وأشارت إلى أن تعزيزات قبلية كبيرة تتجه إلى منطقة المواجهات الواقعة في مديرية المخادر، لتعزيز صفوف أبناء القبائل الذين أعلنوا اعتزامهم التصدي للحوثيين وطردهم من جميع المناطق التي يتمركزون فيها في مديريتهم. المصادر تحدثت عن توسع رقعة المواجهات الليلة لتشمل مديرية حبيش وأطراف مديرية ريف إب المحيطة بالمدينةوفي عدن يحاول الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الترويج لتحقيقهم انتصارات على الأرض في جنوب اليمن، إلا أن المعطيات تؤكد عكس ذلك، فيما أعدت المنطقة العسكرية الرابعة في عدن «عملية تطهير» المنطقة من الحوثيين وقوات المخلوع. وكان الحوثيون، قد أعلنوا مساء الخميس انتهاء إطلاق النار في عدن، «بعد دحر القاعدة والمليشيات»، حسب بيان أذاعته قناة «الساحات» المقرّبة منهم، وهو ما يُفهم منه أنهم انتصروا في عدن. إعلان يأتي ضمن سياق مساعي الحوثيين لتحقيق انتصار إعلامي على خلاف الواقع، إذ لا زالت أغلب مناطق عدن خارج سيطرتهم، فيما تواصل المساجد التابعة لهم في صنعاء الدعوة إلى الجهاد في الجنوب، وفي عدن تحديداً، فضلاً عن أن قواتهم لا زالت تقصف الأحياء السكنية، بينما تدور اشتباكات ليلية في خور مكسر، ودار سعد، وشارع التسعين غرب المنصورة.
كما يأتي إعلان الحوثيين بعد عمليات قصف، تعرضت لها قواتهم في عدن، تُعتبر من الأعنف، من قِبل قوات التحالف العشري البحرية والجوية، فضلاً عن ورود أنباء عن مقتل أكثر من 70 قيادياً حوثياً وموالين للرئيس المخلوع، في قصف لقوات «عاصفة الحزم» على مقر اللواء 310 في عمران، خلال اجتماع كان تعقده قيادات من جماعة الحوثي والموالين لصالح. ويفسر البعض إعلان الحوثيين على أنه عبارة عن تضليل بسبب الخسائر التي يتعرضون لها، بالتزامن مع استمرار محاولاتهم التوغل في عدن وعدد من المدن خارجها.. وشهدت المعلا، لا سيما مباني مطاحن وصوامع الغلال التجارية، قصفاً من قبل القوات البحرية، إذ كان يوجد في داخلها قوات من الحوثيين وعتاد كبير، وتم تدمير هذه المباني بشكل كامل. وحاولت قوات تابعة للحوثيين بعد ظهر الجمعة التوغّل في مدينة المعلا، التي لا زالت خارج سيطرتهم، إلى جانب مدينتي القلوعة والتواهي. وتشير مصادر إلى أن الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، يعانون من نقص في المواد الغذائية ونقص العتاد. لكن الأكثر دراماتيكيةً أن إعلان الحوثيين أيضاً، جاء بعد مهلة ثلاثة أيام لتسليم أنفسهم، كانت قد أطلقتها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، يوم الخميس، وإلا ستكون هناك إجراءات استثنائية، وهو ما يشير إلى وجود ترتيبات قد أعدتها القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي سيبدأ بتنفيذها قريباً. وحول مصدر القوة التي تتكلم منها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، يقول مصدر عسكري فيها لـ(الجزيرة): إن عملية تطهير عدن قد تم إعدادها وهناك ترتيبات جاهزة وبالتنسيق مع تحالف عاصفة الحزم. ويشير المصدر إلى أن كل تحركات الحوثيين وقوات صالح، باتت تحت أعيننا، فضلاً عن الحصار الذي فرضناه عليهم في بعض المناطق التي توغلوا فيها، ولم يتمكنوا من استلام أي عتاد عسكري، فيما قطعنا كل الطرق عليهم، وباتوا تحت رحمة المقاومة وطائرات تحالف عاصفة الحزم.
يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه المقاومة منذ يوم الخميس، استهدافها للحوثيين بالأسلحة الثقيلة، ومنها على سبيل المثال المدافع. وتردّ المقاومة دخول الأسلحة الثقيلة إلى المعركة من قِبلها، لانضمام خبراء وضباط وقادة عسكريين إلى صفوفها.
كذلك قال سكان محليون وشهود عيان إن طائرات «أباتشي» عملت على ملاحقة الحوثيين في عدد من مناطق وشوارع عدن، لا سيما الخط الساحلي لمدينة خور مكسر وصولاً إلى مدينة الشيخ عثمان، حيث ملعب 22 مايو، الذي تم استهدافه من قِبل طائرات التحالف، فيما نصبت «المقاومة»، كميناً للحوثيين في الضالع، أدى إلى مقتل أكثر من 15 مسلحاً منهم.. وتواصل مليشيات الحوثي وصالح المسلحة محاولتها لاجتياح مديرية التواهي بمحافظة عدن إحدى أهم المديريات لاحتوائها على العديد من المرافق الحيوية والسيادية الهامة.
وأوضحت مصادر سياسية إلى أن الجماعة تهدف من دخول التواهي إلى السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون وبث بيان الانتصار من قناة عدن الفضائية التي تعتبر القناة الحكومية الوحيدة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي. وأضافت المصادر إن الحوثيين وعقب وصولهم إلى التواهي والسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون قد يلجؤون إلى طلب التفاوض أو الاستسلام على أغلب الظن.. مؤكدة بأن الحوثيين أصبحوا على يقين بأن حربهم في عدن قد انتهت بهزيمتهم من قبل أبناء وأهالي المحافظة الذين خاضوا هذه الحرب دون تدريب أو تأهيل.
أما في أبين، فأشار المحافظ الخضر السعيدي، إلى أن عدد القتلى والجرحى في المحافظة من القبائل واللجان الشعبية والمدنيين ارتفع إلى 70 قتيلاً وأكثر من 400 جريح.. كما أشار محافظ أبين إلى تركز المواجهات في جبهتين رئيسيتين، هما جبهة شقرة الساحلية شرق زنجبار عاصمة محافظة أبين، والأخرى جبهة «أمعين» شمال زنجبار». من جهة أخرى، استهدفت سيارة مفخخة تجمّعاً للحوثيين، في منطقة بيحان في شبوة عصر أمس الجمعة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. يأتي هذا في وقت كشفت فيه مصادر عسكرية يمنية، لوكالة «الأناضول»، أن طيران التحالف قصف الجمعة، مطار ومحور «عتق» العسكريين، اللذين يسيطر عليهما الحوثيون، في محافظة شبوة. أحد الصواريخ الذي لم ينفجر لطائرة مقاتلة بحرينية كتب عليه «إهداء من عبدالعزيز المريسي إلى الكلب المجوسي عبدالملك الحوثي». والطيار يمني الأصل اسمه «عبدالعزيز المريسي» ويعمل في القوات الجوية البحرينية وقد تداول ناشطون صور الصاروخ بالعبارة المكتوبة عليه.