بين آونة وأخرى يفاجئنا صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بمكرمة من مكرماته، إذ لا يكاد يحدث موقف يستوجب الفزعة أو ظرف يستوجب المواساة إلا وتجد الأمير الوليد بن طلال فزاعاً، يواسي تارة كما فعل مع شهداء قرية الدالوة بمحافظة الأحساء، وتجده مشجعاً تارة أخرى كما فعل مع لاعبي وإداريي الأهلي والهلال، وتارة يسهم في أعمال خيرية لأبناء الوطن كمساهمته في برنامج الإسكان التنموي لبناء الوحدات السكنية لتوفير السكن لمن لا سكن له، وأخرى تجده يجمع بين العطف والمواساة وجبر الخاطر كما فعل مع الدبلوماسي الخالدي. وبالأمس أعلن سمو الأمير الوليد بن طلال عن تبرعه بمبلغ 5 ملايين ريال لتكملة دية عتق رقبة المواطن محمد العقيلي، والبالغة 23 مليون ريال، وذلك قبيل 15 يوماً من انقضاء المهلة المحددة لسداد الدية، وقال سموه عبر حسابه الرسمي بموقع (تويتر) «أرفض المبالغة في الديات لكن استثنائياً نتكفل بعتق رقبة محمد العقيلي بدفع باقي مبلغ الدية 5 ملايين ريال»، وبذلك أدخل السرور والغبطة على والدته. هذا إلى جانب مشروع إنارته للقرى والهجر، وكذا تبنيه طباعة وترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات عدة وتوزيعها بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ولا تقتصر أفعاله الخيرية داخل الوطن بل وصل إلى أمريكا، إذ لا ننسى تبرعه بـ12 مليون دولار في 11 سبتمبر لعمدة نيويورك كمواساة ومساهمة في التعويض عما حدث نتيجة الإرهاب، وإن كان عمدة المدينة اللئيم اليهودي أعاد هذا التبرع السخي. وبصراحة فالأمير الوليد هو كما يقول المثل (أي والله وليدة) هاب الريح، فزاع لا تفوته فرص فعل الخير، كريم لا يكبله البخل، موقن بقول الله عز وجل {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} وقوله: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ}، فأكرم به من أمير، وأنعم به من ثري لا يتوانى من فعل الخير أينما وجد لذلك مكاناً داخل الوطن أو خارجه، فهنا وهناك قد تجلت إنسانية سموه عبر كثير من إسهاماته الخيرية في الداخل بصفة خاصة وبالخارج بصفة عامة، واليد العليا خير من اليد السفلى، وفي كل خير. فاللهم زده خيراً، وبارك له فيما ملك، وضاعف له الأجر فيما أنفق، وأدم عليه الصحة والعافية.