هِيَ الدُّنْيَا مَوَاقِفُهَا شَهَادَهْ
عَلَيْهَا فِي مَلامٍ أَو إِشَادَهْ
رَأيْتُ النَّاسَ كلاًّ فِي مَسَارٍ
يَسيْرُ بِه بِعَقْلٍ أَو بِعَادَهْ
فَبَعْضٌ فِي مَدَى التَّفْكِيْرِ حُرٌّ
وَبَعْضٌ قَدْ تُحَرِّكُه البَلادَهْ
وَكُلٌّ فِي مَسَاعِيْه تَمَنَّى
بِأَنْ يَحْظَى بِأَرْكَانِ السَّعَادَهْ
يُحَقِّقُ مَا يُؤَمِّلُه مَعَاشاً
فَيَرْجُو بَعْدَه فِيْه الزِّيَادَهْ
يَعِيْشُ حَيَاتَه الدُّنْيَا بِأَمْنٍ
يَكُونُ مَجَالُهَا فِيْه بِلادَه
يُشَارِكُ أَهْلَهَا جُهْداً وَفِكْراً
فَيَبْرُزُ بَيْنَهُمْ لِلشَّعْبِ قَادَهْ
قِيَادَاتُ الشُّعُوبِ إِذَا تَمَاهَتْ
مَعَ الوَطَنِ المُحَصَّنِ بِالسِّيَادَهْ
سَتَحْفَظُه مِن العَادِي عَلَيْه
إِذَا مَا الحَزْمُ جَلَّتْه الإِرَادَهْ
قِيَادَاتٌ وَلَكِنْ لَيْسَ فِيْهِمْ
كَسَلْمَانَ الذي وَرِثَ القِيَادَهْ
وَطَوَّرَهَا بِخِبْرَاتٍ وَعِلْمٍ
تَبَنَّى مِنْه مَا يَرْوِي مُرَادَهْ
فَأَعْلَنَ بَدْءَ عَاصِفَةٍ بِحَزْمٍ
خَلِيْجِيٍّ بِه يَبْنِي اتِّحَادَهْ
إِلَى اليَمَنِ السَّعِيْدِ تُعِيْدُ أَمْناً
أَحَسَّ الشَّعْبُ وَالعَرَبُ افْتِقَادَهْ
مِن المَخْلُوعِ قَدْ لاقَى مَسَاراً
يَزِيْدُ بِه الأَسَى مِنْه اضْطِهَادَه
فَضَاعَفَ فَقْرَه عَاماً فَعَاماً
فَحَكَّمَ فِي نَواحِيْه فَسَادَهْ
وَثَارَ الشَّعْبُ بَلْ خَلَعُوه لَكنْ
مَعَ الحُوْثِيِّ أَبْرَمَ مَا أَعَادَهْ
فَعَادَ إِلَى الصِّرَاعِ بِكُلِّ خُبْثٍ
يُقَسِّمُ فِي مَسَاعِيْه ِبِلادَهْ
هُمَا اتَّفَقَا هُنَاكَ مَع المَلالِي
بِطَهْرَانَ الَّتِي تَهْوَى الإِعَادَهْ
أَتَاحَا أَنْ يمدَّ الفُرْسُ فِيْهَا
نُفُوذاً فِي السِّيَاسَة وَالعِبَادَهْ
أَمَدُّوهُمْ بِأَسْلِحَةٍ فَظَنُّوا
بِأَنَّ النَّصْرَ آذَنَهُمْ مَعَادَهْ
مُبَادَرَةُ الخَلِيْجِ سَعَتْ حَثِيْثاً
لِتَمْنَعَ فِي فَضائِهُمُ انْسِدَادَهْ
فَسَدُّوا فِي التَّفَاوُضِ كُلَّ بَابٍ
وَمَا تَرَكُوا الحِوَارَ وَلا جَوَادَهْ
رَأَوا فِي الحِلْمِ لِلْجِيْرَانِ ضَعْفاً
وَخَوفاً مِنْ مَلالِيْهِمْ زِيَادَهْ
وَما عَرَفُوا بَأَنَّ الحَزْمَ نَبْضٌ
يُؤَكِّدُ حِكْمَةً نَهْجَ الرِّيَادَهْ
تَجَلَّى الحَزْمُ عَاصِفَةً بِفَجْرٍ
لَهِيْباً لا هُدُوْءَ وَلا هَوَادَهْ
بِهَا سَلْمَانُ يَحْمِي العُرْبَ دَاراً
تُعَرِّفُ قُمْ وَصَنْعَاءَ السِّيَادَهْ
وَتَكْشِفُ خَائِناً فِيْهِمْ عَمِيلاً
لإِيْرَانَ المَجَوْسِ أَقِمْ حِدَادَهْ
أَبَا الفَهْدِ الزَّمَانُ يُعِيْدُ فِيْكُمْ
لَنَا سَعْداً وَيَأْذَنُ بِالسَّعَادَهْ
يُعِيْدُ القَادِسِيَّةَ فِي مَكَانٍ
جَنُوبِيٍّ فَأَنْعِمْ بِالقِيَادَهْ
أَعِدْ يَا كَاتِبَ التَّارِيْخِ مَجْداً
لأُمَّتِنَا وَكُنْ شَرَفاً مِدَادَهْ
- د./ عبدالرحمن عبدالله الواصل