تتابعت الأخبار.. توالت النشرات خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتركزت الأضواء على صعدة (معقل الحركة الحوثية في شمال اليمن) وما حصل من هذه الفئة الشاذة من توعد ووعيد وشعارات وتهديد.. وكانت الاجتياحات والفتوحات..
وتوالت الانكسارات والسقطات..
وكان من سوء عمل هذه الفئة انقلابهم على الشرعية ونهبهم للممتلكات..
وتسارعت وتيرة الأحداث..
وتساقطت مدن اليمن تساقط الأوراق..
عمت الأفراح الأوساط الحوثية.. ماجت الرؤوس، وتبودلت الأنخاب، وعمت السكرات.. مدن جلسات القات
تخدرت المشاعر، وتاهت الخطوات.. وأخيراً علت الضحكات، وزاد منسوب الطغيان..
وعلا سقف الاستكبار..
وطغت نشوة الانتصار..
علت السطوة.. وطالت الحظوة.. وعم الفساد والاستبداد..
عاش العالم حالة توهان..
الشاشات عاشت نوبة هيجان..
تتابع خروج وإطلالة منظري صعدة من مصممين وحاخامات
عبد الملك الحوثي..
البخيتي..
ومحمد عبد السلام..
ملؤوا الشاشات عويلاً ونعيقاً رافعين شعارات بهتان..
تنادي بمظلومية أوطان..
وتكرار ثارات وثارات..
وعلى الطرف الآخر كان الملل والضجر وجرعة صبر وانتظار.. توالت الوساطات..
تتابعت المطالبات..
قُدمت سلة مبادرات..
ولكن كان الإعراض والعصيان..
زادت حدة الملل.. وطفح الكيل.. ومال الميزان، وكانت العاصفة، وكان الحزم، وكان رجل الموقف سلمان بزمانية الزمان، ومكانية المكان..
قال كلمته، وكان فصل خطاب.. وتفجَّر الطوفان، وتسابقت نسور الجو تعانق السحاب.. تسابق عقارب الزمان..
دكت الحصون.. وحطمت الأسوار..
تسيدت الأجواء.. وداست على كل العنجهيات..
فوجئ العالم بسلسلة الطلعات.. وسرية التخطيطات..
دهش الصديق قبل القريب بتجاوب الجيران..
وهناك داخل أقبية القرار في صعدة علا النشيج.. وتعالى النواح، وتعانقت الولولات..
توالى ضغط الأحداث، وتأججت نيران عاصفة الحزم، وتعالت شهب النيران.. ومعها تفجّرت براكين الإحباطات..
وتثاءب العرب بعد طول سبات، وعادت الروح بعد سِنة غياب..
ومع هذا الردع عاد توازن الأحداث..
فالقوة حق.. والحق قوة..
والشرق الأوسط كما قال الأعداء لا يحتمل وجود الضعفاء..
شكراً سلمان؛ لقد أيقظت الشعور، وأعدت الهيبة، وأزلت صدأ أعوام وأعوام..
وغسلت جراح سنين عجاف..
وقفة إجلال لمعانقي السحاب ومرابطي الثغور وحماة الحدود..
كانت عاصفة بحق.. وقادسية واقع، ولكن بنكهة ومذاق سعوديَّيْن..
كانت انتصاراً لداخلنا بعد طول غياب.. وانتصاراً نفسياً بأنفسنا..
وهناك حكمة غربية تقول: «الله مع الجميع لكنه لا ينصر إلا من ينتصر لنفسه».
محمد بن إبراهيم المطلق الغفيلي - الرس