الجزيرة - الرياض:
وقَّع مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية «أوفيد» سليمان الحربش مؤخراً بفيينَّا اتفاقيتَي شراكة مع برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP/PAPP، ممثلاً بمديره فرودِه ماورينغ؛ يقوم «أوفيد» بموجبهما بتمويل مشروعاتٍ ينفذها البرنامج لصالح الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتبلغ قيمة المنحة التي تتعلق بأولى الاتفاقيتين 1.2 مليون دولار، وهي لصالح إعادة إعمار منازل لمواطنين فلسطينيين ممن تعرضت مساكنهم للقصف أثناء الحرب على غزة في الصائفة الماضية، وما نتج عن ذلك من تدمير كامل أو جزئي لتلك المنازل، الأمر الذي أدى إلى تشريد آلاف الأُسر واضطرَّها إلى طلب المأوى حيثما تيسر. ومشروع «أوفيد» هذا جزء من مشروع أوسع نطاقاً ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد تلقى دعماً من البنك الإسلامي للتنمية بالإضافة إلى حكومتَي النرويج وكوريا.. وقد حرص «أوفيد» على تقديم الدعم لهذا المشروع، نظراً لأهميته البالغة في معالجة مشكلة النزوح وكذلك اكتظاظ المدارس، ولا سيما مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» وهو ما ألحق أكبر الضرر بوظيفتها التعليمية.
وأما المنحة الثانية فهي منحة تكميلية قيمتها 50 ألف دولار يُراد بها تمكين برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من استعادة القدرة القصوى والكفاءة التشغيلية التامة لأنظمة توليد الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية كان «أوفيد» قد قدَّم منحة لإنشائها في عام 2012 وتعرضت للقصف والتدمير الجزئي أثناء الحرب على غزة في العام الماضي.. ويلبي هذا المشروع حاجة عدد من المرافق الصحية والتعليمية في قطاع غزة إلى الطاقة الكهربائية، وهو وأمثاله على جانب كبير من الأهمية بالنظر إلى أزمات الطاقة المزمنة التي يعاني منها القطاع الرازح في قبضة الحصار.
وحري بنا أن نشير إلى أن هذا المشروع كان قد مكَّن المرافق المنتفعة، ولا سيما الصحية منها؛ من مواصلة وظائفها الحيوية التي اشتدت الحاجة إليها أثناء الحرب بفضل مصدر الطاقة الذي يتيحه على نحو مستقل عن الشبكة الكهربائية التي تعطلت بالكامل عندما تم تدمير محطة توليد الكهرباء في غزة.
تجدر الإشارة إلى أنَّ تضامن «أوفيد» مع الشعب الفلسطيني ليس بالأمر الطارئ، وإنما يرجع إلى السنوات الأولى لتأسيسه، إذ قدَّم «أوفيد» ما يزيد على 520 منحة تدعم مشروعات إنمائية واجتماعية لصالح الشعب الفلسطيني، ويدير «أوفيد» برنامجَ منحٍ خاصاً يدعم في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في البلدان المجاورة.