الجزائر - محمود أبو بكر:
أعلنت باريس دعمها جهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر من أجل السلام في مالي، كما أكدت أنها تتقاسم مع الجزائر الانشغالات نفسها حول الوضع المتأزم بليبيا.
وتباحث وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بباريس، أمس، مع نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، حول قضايا ضمت الوضع في مالي وليبيا والتعاون الثنائي.
وقال لعمامرة، عقب محادثاته مع نظيره الفرنسي: «كل اللقاءات التي تجمعنا على جميع المستويات تسمح لنا بإضافة لبنة جديدة لصرح الشراكة المميزة التي قرر الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وفرنسوا هولاند إقامتها». ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية قوله، عقب المباحثات التي جمعت الطرفين، صباح أمس، بمقر وزارة الخارجية الفرنسية، إن المحادثات سمحت بتقييم المسائل الثنائية خاصة، تحسباً للزيارة التي سيقوم بها فابيوس والوزير الفرنسي للاقتصاد والصناعة والرقمنة، إيمانويل ماكرون، في غضون شهر إلى الجزائر، في إطار متابعة اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية الفرنسية. وأضاف أن هذه الزيارة «ستسمح بدفع علاقاتنا الثنائية وتسهر على الحفاظ على أحسن وتيرة لتنمية هذه العلاقات»، مشيراً إلى أن «حوارنا السياسي منتج ووثيق وودي وواعد».
وفي هذه النقطة، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن مستوى الصداقة والتعاون بين البلدين «جد مميز»، قائلاً: «نحن نمضي قدماً وبخطى ثابتة».
ويضم برنامج زيارة الوفد الوزاري الفرنسي، المقررة في 12 ماي المقبل، جولة إلى ولاية عنابة التي تحتضن مشروعاً استثمارياً مشتركاً بين البلدين لتركيب عربات الترامواي، يوجه إنتاجه لتغطية الطب المحلي.
وقال لعمامرة: «لقد تطرقنا إلى الأزمة في مالي وليبيا والخطر الإرهابي على المنطقة، ولنا رؤى جد متطابقة بشأن تسوية هاتين المسألتين».
وأعرب فابيوس عن دعم بلده «التام» للوساطة التي تشرف عليها الجزائر من أجل تسوية الأزمة في مالي، والإسراع في التوقيع من قبل جميع أطراف النزاع على الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى في الفاتح مارس الفارط بالجزائر. وقال الوزير الفرنسي، في هذا الشأن، «نحن ندعم تماماً الوساطة الجزائرية في حوار مالي، وهي وساطة جد ناجعة وأتت بثمارها». وأكد، في هذا السياق، دعم بلده لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، من أجل التوصل إلى «حل سياسي» للخروج من الأزمة في هذا البلد. وأضاف: «يجب التوصل سريعاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع بالشرعية وتسمح لهذا البلد بالمضي قدما»، مضيفا أن «الجهود المبذولة من قبل مختلف الجهات ناجعة لكن يجب أن تتجه صوب المبعوث الأممي».
وتنقل لعمامرة، عقب لقائه بفابيوس، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث من المقرر أن يترأس مناصفة مع كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية. وشرع سفير الجزائر بواشنطن، عبد المجيد بودرة، في سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين في كتابتي الدولة والدفاع الأمريكية والكونغرس، تحضيراً لهذه الزيارة، والتقى لهذا الغرض، بحسب موقع السفارة الجزائرية بالولايات المتحدة الأمريكية، مسؤول الشؤون الإفريقية في كتابة الدولة، كما تباحث مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إدوارد رويس.