الجزيرة - المحليات:
أكد نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين سيبقى التزامنا تجاه أمن الخليج ثابتا وستبقى مشاركتنا عميقة، وقال بلينكين في مؤتمر صحفي عقده في الرياض أمس: لقد أجرى الرئيس أوباما مؤخرا اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للتأكيد مجدداً على الصداقة الدائمة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. كما دعا فخامته وشركاؤنا في الخليج إلى كامب ديفيد الشهر المقبل لمناقشة التحديات الأمنية المشتركة، كما ناقش الرئيس وجلالة الملك الاتفاق بين مجموعة 5+1 وإيران حول معايير صفقه شاملة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تقرر الأسبوع الماضي في لوزان.
وأضاف تمت مناقشة مجموعة من القضايا الهامة مع أصدقائنا السعوديين وقد أتيحت لي الفرصة بلقاء العديد من ممثلي شركائنا في الخليج، وكذلك رئيس اليمن هادي.
مشيرا إلى أنه وخلال الأشهر المقبلة سنضع التفاصيل النهائية التقنية لضمان إيجاد حل دائم وشامل يقطع كل المسارات أمام امتلاك إيران سلاحا نوويا. وأضاف أن منع إيران من الحصول على سلاح نووي يجعل كل واحد منا أكثر أمناً: الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجميع شركائنا وأصدقائنا في المنطقة. وأن إيران بدون سلاح نووي ستكون أقل جرأة في اتخاذ أنشطة تزعزع الاستقرار في المنطقة.
نحن سنقلل الضغط لسباق تسلح نووي إقليمي، وسنزيد قوة نظام حظر الانتشار النووي الدولي. باختصار، هذه الاتفاقيه حاسمة من أجل ضمان قدر أكبر من الأمن في الخليج.
وقال بلينكين سنقف وسنعمل بقوة ضد أنشطة إيران التي تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة ودعم الإرهاب. فلا تزال إيران دولة توصف بأنها داعمة للإرهاب. وسنقوم معا بتعميق شراكتنا وتعزيز قدرتنا بشكل أبعد من ذلك. إذا أرادت إيران أن تعد عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، يتوجب عليها وقف هذه الأنشطة.
وفيما يتعلق باليمن، قال إن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن المملكة وحدودها. وترسل المملكة العربية السعودية رسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم بأنه لا يمكنهم السيطرة على اليمن بالقوة. ودعما لتلك الجهود، فقد قمنا بتسريع عمليات توصيل الأسلحة، وزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية، كما أنشأنا خلية للتنسيق والتخطيط المشترك في مركز العمليات السعودية.
من المهم الآن وأكثر من أي وقت مضى بالنسبة للولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي القيام بالتنسيق الوثيق والضغط على جميع الأطراف السياسية وخاصة الحوثيين وحلفائهم، للوصول إلى حل سياسي بالإجماع يقوم على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني.
في لقائي مع الرئيس هادي، ناقشنا الخطوات المقبلة في اليمن. وقد أكد مجدداً التزامه بمبادئ عملية الانتقال السلمي في اليمن على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وآلية تنفيذها، ومخرجات الحوار الوطني. كما ناقشنا كيف يمكننا التخفيف من احتمالية وقوع معاناة إنسانية كبيرة في اليمن.
وقد أودت أفعال الحوثيين، والرئيس السابق صالح، وحلفائهم باليمن إلى حافة الانهيار الاقتصادي، وهدم المؤسسات الحكومية، وخلق حالة عدم الاستقرار، الأمر الذي تسعى لاستغلاله القاعدة في شبه الجزيرة العربية والجماعات الإرهابية الأخرى. وقد امتدت هذه التهديدات الأمنية على الصعيد الإقليمي وإلى العالم بأسره.
أخيرا، لقد أجرينا مناقشات حول سوريا، والحرب هناك، وجهودنا المشتركة لإنهائها.
إن الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدة في إحداث تحول سياسي في سوريا بما يتفق مع مبادئ جنيف، ما يؤدي إلى تشكيل حكومة تضم الجميع وتأمين مستقبل من الحرية والكرامة والأمن للشعب السوري.
إن نصف تعداد سكان سوريا قبل الحرب هم الآن مشردون. لقد تم تمزيق البلاد من قبل قائد وضع مصالحه الشخصية فوق مصالح شعبه.
وكما قال الرئيس أوباما ووزير الخارجية كيري بأن الأسد فقد شرعيته، وساعدت وحشية نظامه ضد الشعب السوري المتطرفين العنيفين في تجنيد الدعم اللازم. إن الولايات المتحدة ملتزمة بتأمين مستقبل لسوريا من دون الأسد أو الجماعات المتطرفة التي أحدثتها أعماله الوحشية.ومن المهم أيضا القضاء على تنظيم داعش والشبكات الإرهابية الأخرى. وهذا الجهد، لا يتطلب ردا عسكريا فحسب، بل أيضا انخراطا عالميا للعمل على عكس اتجاه دعاية الجماعات المتطرفة وتمويلها وتدفق المقاتلين الأجانب وأن هذا يتطلب أيضا التوصل إلى أولئك الذين قد يكونون قابلين للتجاوب مع نداء التطرف العنيف، والعمل على وضع استراتيجيات لمنعهم من الانضمام إلى تلك الجماعات أصلا.
بالرغم من كل التحديات التي تواجه المملكة والولايات المتحدة وشركاءنا في الخليج، فإننا سنبقى متحدين أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تلك التحديات. وستمتد الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية إلى ما هو أبعد من الهواجس المشتركة بشأن الأمن. فالمملكة هي تاسع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، وعشرات الآلاف من الطلاب السعوديين يدرسون في الولايات المتحدة كل عام.تشكل هذه الروابط الأساس للصداقة الدائمة والشراكة التي تستمر في المستقبل. نحن نقدر هذه العلاقة وسنظل شريكا ملتزما في تأمين مستقبل من السلام والازدهار والتقدم والاستقرار لشعب المملكة وللشعوب في جميع أنحاء المنطقة.