أعلم أن الحديث حول السياسة أمر متعب، وأن الأمور السياسية أشبه بكومة قش، والمهمة الصعبة أن تجد الإبرة بين تلك الكومة! أي أن تبحث عن الحل رغم الصعوبات والمفارقات.. إنها السياسة.
سعت حكومة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى المصارحة والسياسة الواضحة وحماية الأراضي العربية والإسلامية، ولم تتدخل في أي حرب قبل أن تدعو للسلم والحوار. فمن يقبل مدت يدها مصافحة على الرحب، ومن يعرض ويتكابر ويتكبر ويطغى فله من أمره شر الجزاء.
سياسة «اتق شر الحليم إذا غضب».. سياسة واضحة انتهجتها الحكومة السعودية منذ المؤسس -رحمه الله- وسار عليها الملوك من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله جميعاً- والآن الملك سلمان -حفظه الله وسدد خطاه.
الحلم وضبط النفس وعدم الغضب بسرعة هي السياسة التي اتبعتها السعودية بفضل الله ثم حكمة ولاة الأمر فينا.
بيد أن العالم العربي يعيش منذ أمد حالات من الاستنزاف والضياغ والفرقة بين أبناء تلك الدول. دولة تنزف وتتشقق، ودولة أخرى في حالة هيجان وفراغ سياسي واضح، ودولة أخرى تكابد الأمرين من مراهق مجنون يقتل شعبه.. ودولة ما أن تنطفئ فيها نار إلا وتشتعل فيها نار أخرى.. والآن يمننا الحبيب ينادي!
اليمن السعيد أصبح تعيساً بيد الحوثي وحثالة من المرتزقة والخونة، جعلوا اليمن العربي ثكنة عسكرية ودمية بصيغة فارسية.
تدور الدوائر ويظل الحدث..
اليمن يستنجد والسعودية ودول الخليج تستجيب النداء..
عزمنا فتوكلنا فرمينا فأصبنا من الله كل أمر. إنها ساعة الصفر تنبئ عن الخبر.. ولسان الحال يقول: (الأرض أرضي والسماء سمائي).
إنها عاصفة الحزم لتغيير ملامح الحدث ويصبح للأمة شأن وتعود للعروبة هيبتها وللإسلام منبره وسلاحه في السلم والحرب.
لتدمر دفاعات العدو الحوثي ومليشياته وتسيطر على الأجواء اليمنية في خمس عشرة دقيقة فقط. هو العزم والحزم وليعلم من أراد.. أن لهذا الدين رجال ولهذا الوطن أبناء يقدمون أنبل التضحيات فداء لله ثم المليك والوطن.
عبدالمجيد محمد المطيري - جدة