مناسبة القصيدة: شهد الوطن زيارات مكثفة ومتتالية من عدد من زعماء العالم، التقوا فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - لبحث العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة.
وقد شدتني زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، فتجددت في نفسي آمال وحدة الصف العربي الإسلامي لتقف سدًّا منيعًا في وجه التحديات الخطيرة التي تحاك لأمتنا الإسلامية، ثم ما لبث هذا التلاحم العربي الإسلامي الذي دعا إليه الملك سلمان أن تجسد في عملية «عاصفة الحزم» لدحر عصابة الحوثي الباغية من اليمن، وإرجاع الشرعية، فقلت هذه القصيدة معارضًا بها قصيدة أبي تمام.
«السيفُ أصدقُ إنباءً منَ الكُتُبِ»
والفعلُ أجدى من الأقوالِ والخطبِ
دار الزمانُ ومرَّ العُمرُ في عَجَلٍ
والشوقُ يَسْكنُ بين العَينِ والهدبِ
قَدْ عادَ ما كانَ قَبلَ اليومِ منهدمًا
قد عاد حقًا بِلا زَيْفٍ وَلا كَذبِ
قد عاد قَصرُكِ يا عوجاءُ مُرتفعًا
تَحوِيه دِرعية الأمجادِ والأدبِ
في ظلِ سلمانَ دارُ العزِ شامخة
يا سيدَ التركِ هذا سيدُ العَرَبِ
قد صِرتُما أملَ الإسلام في زمنٍ
تحالفَ الكفرُ في شرق وفي غربِ
فليتَنا دائمًا نبقى على عهدٍ
نكون فيه كصفٍّ واحد صَلْبِ
وراية السنة الغراءُ منهجُنا
نحمي بها الدِّينَ في سِلمٍ وفي حَربِ
ونفتدِيهَا بسيفِ التركِ مُقترِنًا
بِسَيفِ تُركي الذي سمَّاه ذا الجَرَبِ
يا قومُ لا تتركوا الأتراكَ وحدَهمُ
وقد دَعَوكمْ إلى عِزٍ بِلا رِيَبِ
فَهُمْ كرأسٍ لكم يعلو بِحامِلِه
في حينِ قد رَضِي الأنذالُ بالذَّنَبِ
والباكستانُ لها قدرٌ ومنزلة
قد سطَّرت اسمَها من أحْرُفِ الذهبِ
قد سابقت دولًا عظمى ودافِعُها
بَعدَ التَّوَكُّلِ بذلُ الجُهدِ والسببِ
فحارَ مُبْغِضُها من هولِ ما صنعتْ
وصارَ يضربُ كفيه من العَجَبِ
قد هابها من له في أرضِها طَمَعٌ
حينَ اعتلى ذِكرُها مُفاعِلَ اللَهَبِ
فأصبحتْ دولة تُخشى عُقوبَتُها
وجاوزتْ مَنْ أتى في أولِ الرَّكْبِ
يا قومُ هذا أوانُ المجدِ فاتَّحِدوا
وَذَلِّلوا كلَّ ما تلقون من صَعْبِ
فليس يحصلُ ما نرجو لِوحدَتِنا
إلا بشيءٍ من الأكدارِ والتعَبِ
هلالُ أمَّتِنا السني يَجْمَعُنا
به سنعلو على الأفلاكِ والشهبِ
نبيعُ من دونه الأرواحَ في رغدٍ
ونشتري عِزَّه في حالِكِ الكَرْبِ
أُخوّة الدينِ فخرٌ فيه قُوتُنا
ليس التفاخرُ بالأحسابِ والنسبِ
يا أمة شمسُها عادت لتُفْرِحَنا
كأنَّ شمسَكِ لم تخفُت ولم تَغِبِ
عِلاقَة الدين أسمى ما يميزُنا
علاقة شاب شانيها ولم تشبِ
تبّتْ يَدَا الحوثي قد جاء مُؤتَزِرا
تبّتْ يدا إيرانَ حمالة الحَطَبِ
إن كان مقصِدُكم تدنيسَ كَعْبتِنا
فسوف تَلْقَونَ بُركانًا مِنَ الغَضَبِ
إذا العواصفُ هبَّت فارتقبْ منها
برقًا ورعدًا بدا مِنْ باطِنِ السُحُبِ
«عواصِفُ الحَزْمِ» ها قد صاحَ صائِحُها
أتاكُمُ الموتُ لا مَنْجى مِنَ الهَرَبِ
بلادُنا دونَها الأبطالُ تَحرُسُها
في شدة الوقتِ تلقاهُم بلا طلَبِ
لَهُم نفوسٌ إلى الباغي تَشَوُّقُها
إنْ لَم تُمَزِقْه لَم تَهْنَأ ولَم تَطِبِ
يا ربِ فانْقِم على الأعداءِ واخْذُلهُم
واجْعَل لَهُم بَعْدَ هذا سُوءَ مُنقَلَبِ
- عبدالحكيم بن عبدالرحمن العواد