الجزيرة - عبدالله الفهيد:
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن موافقة المقام السامي الكريم على استمرار إقامة (معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية) في مختلف قارات العالم، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه المعرض في محطاته التسع الماضية في عدد من المتاحف الأوربية والأمريكية، وما شهده من إقبال واسع من الزوار الذين تجاوز عددهم ثلاثة ملايين زائر، وما صاحبه من أصداء إعلامية أسهمت في إبراز المكانة التاريخية للمملكة، وتعريف العالم بما تتمتع به من بعد حضاري، حيث كانت مقرا للحضارات المتعاقبة وطرق التجارة عبر التاريخ.
وأوضح سموه في كلمة له بعد انتهاء المحاضرة التي ألقاها الدكتور زاهي حواس وزير الآثار المصري الأسبق في المتحف الوطني بالرياض الاثنين الماضي أن المملكة بدأت في مسار مهم لإبراز التراث الحضاري في المملكة يقوده رجل التاريخ والحضارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) وستتضح ملامحه من خلال المشاريع والبرامج التي تضمنها (مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري) الذي أقرته الدولة مؤخرا وشرعت الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاؤها في تنفيذه.
وأوضح سموه أن المملكة وهي مقبلة على منظومة من المشاريع الضخمة والنهضة التنموية الكبيرة توقن أن الحفاظ على موروثها الحضاري هو جزء من البناء للمستقبل، وأن هذه النظرة المستقبلية الجديدة لا يمكن أن تتم ونحن منفصلون ومنعزلون عن مكوناتنا التاريخية وحضاراتنا المتعاقبة التي توجت بحضارة الإسلام الخالدة التي انطلقت من هذه الأرض لتعم الأرجاء.
منوها إلى أهمية قراءة التاريخ بشكل صحيح للانطلاق بخطى واثقة لهذا المستقبل الزاهر الكبير الذي ينتظر بلادنا.
وأضاف بأن الإنسان الذي يحمي وطنه المملكة اليوم هو الإنسان الذي كان يحمي القوافل وطرق التجارة والحضارات في الجزيرة العربية منذ آلاف السنين. ورحب الأمير سلطان بن سلمان بالدكتور زاهي حواس في المملكة، مشيدا بجهوده البارزة عالميا في مجال الآثار.
ونوه سموه بالعلاقة التاريخية الوطيدة بين المملكة ومصر قيادة وشعبا، مؤكدا على أن العلاقة بين المملكة ومصر في مجال الآثار قائمة ويجري حاليا العمل على تطويرها.
وأضاف: «إننا في المملكة مهتمون بإطلاق برنامج متكامل مع جمهورية مصر العربية للاستكشاف والامتداد الحضاري بين البلدين الشقيقين، ليدرس هذا البرنامج البحثي الكبير حين إطلاقه رصدا للعلاقات الحضارية بين الجزيرة العربية وأرض الكنانة، وهي العلاقات التي لا زالت ممتدة حتى اليوم، وتشهد ازدهارا ومتانة في وقتنا الحاضر».
وكان الدكتور زاهي حواس قد أكد على أن المملكة تعيش نهضة في المحافظة على الآثار والبحث عنها وتنميتها تنمية كبرى تتصدر بها الشرق الأوسط، مشيدا بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في الحفاظ على الآثار ومواقع التراث الوطني.
وأكد على أن المملكة ستكون خلال السنوات القريبة في المركز الخامس عالميا في حجم ومستوى الآثار واكتشافها والمحافظة عليها.
وأبدى الدكتور حواس إعجابه بما شاهده من مواقع تاريخية وتراثية في المملكة، معربا عن عميق شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على دعوته لزيارة المملكة لإلقاء عدد من المحاضرات وزيارة المواقع الأثرية في المملكة.
وتطرق في محاضرته التي كانت بعنوان «الأهرامات، المومياء وكليوباترا: اكتشافات حديثة « بحضور سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وسعادة سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة عفيفي عبد الوهاب، وعدد من المسئولين في الهيئة، إلى عدة اكتشافات أثرية حديثة في مصر منها وادي المومياءات الذهبية الذي يحتوي 250 مومياء مغطاة بالذهب، والهرم رقم 123، مشيراً إلى أن وادي الملوك الذي يقع على الضفة الغربية لنهر النيل يحتوي على جميع مقابر ملوك وملكات الأسرة الـ 18 من الدولة الحديثة ولم تكتشف إلى الآن.
وأوضح أنه تجرب منذ ست سنوات وحتى الآن أعمال بحث وتنقيب في معبد تابوزيريس غرب محافظة الإسكندرية حيث اكتشف تمثال للملكة كليوباترا وعدد من العملات التي تحتوي على اسمها.