الجزيرة - عبد الرحمن المصيبيح:
يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، مساء غد حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض، تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، الذي يهدف إلى تطويرها بإعمارها وتحويلها إلى مركزٍ ثقافي سياحي على المستوى الوطني، وفقاً لخصائصها التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية في إطار عصري، ووضعها في مصاف المدن التراثية العالمية التي تستند إلى مقومات تاريخية وبيئية.
ورفع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، على رعايته ودعمه للمشروع منذ أن كان فكرة تبناها حينما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتابعها حتى صدرت الموافقة السامية الكريمة في 17 جمادى الآخر 1419هـ بتشكيل لجنة تنفيذية عليا للإشراف على تنفيذ المشروع برئاسته أيده الله، ودعمها وشجعها حتى تحققت على أرض الواقع اليوم بحمد الله، في هذا العهد الزاهر بقيادته السديدة.
وقال سموّه، تفخر المملكة اليوم باحتضانها واحداً من أهم برامج التطوير الثقافي والتراثي والسياحي في المنطقة، المتمثل في برنامج تطوير الدرعية التاريخية الذي يعد أحد النماذج الحديثة لعمران الواحات في العالم، وسيثمر بمشيئة الله، في إيجاد ضاحية ثقافية سياحية بمستوى يليق بمكانة الدرعية وقيمتها التاريخية وإرثها الثمين في قلوب كافة مواطني المملكة، منذ احتضانها لميثاق الدرعية التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمهما الله عام 1157هـ، واختيارها عاصمة للدولة السعودية الأولى ومنطلقاً للدعوة الإصلاحية، والقاعدة السياسية والحاضرة الرئيسية في الجزيرة العربية في عهد الدولة السعودية الأولى.
وأشار سموّه، إلى أن برنامج تطوير الدرعية التاريخية يعد أحد مشاريع التطوير الاستراتيجي، المشتملة على عدة محاور تتوزع بين التخطيط الحضري، وأعمال التطوير العمراني، واستكمال المرافق والبنى التحتية، وتوفير الساحات والميادين والحدائق العامة، وتجمع بفضل الله بين عناصر التطوير العمرانية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ومتطلبات التطوير البيئي لوادي حنيفة الذي قامت الدرعية على ضفافه، مع المحافظة على النسيج العمراني للمنطقة الأثرية والتراثية، وتوظيفه بما يخدم أنشطة البرنامج المختلفة.
وأشاد سمو الأمير فيصل بن بندر، بالتعاون المثمر فيما بين أعضاء اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، والعمل بروح الفريق الواحد من قبل الجهات المشاركة في اللجنة والمتمثلة في كل من: الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظة الدرعية، ودارة الملك عبدالعزيز، وبلدية الدرعية، ووزارة المالية، والجهات ذات العلاقة.
ويهدف مشروع تطوير حي البجيري إلى إبراز قيمة الحي الثقافية عبر تطوير منشآته الثقافية والعمرانية، وتوظيف عناصره المختلفة، حيث كان الحي مقراً لسكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وأسرته، إلى جانب كون حي البجيري البوَّابة الرئيسية للدرعية التاريخية، ويمتاز بإطلالته المميَّزة على وادي حنيفة، وكونه مدخلاً وبوابةً عامة لحي الطريف.