تونس - فرح التومي:
لا يمر يوم الا وتزداد متاعب رئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي يواجه مصاعب على كافة الأصعدة وخاصة تنامي المطلبية الشعبية وتصاعد الاحتجاجات التي تعمق جراح الاقتصاد التونسي المنهار أصلا.
فما إن لاحت بوادر انفراج أكبر أزمة اجتماعية تحصل في عهد الحكومة الحالية والتي تتعلق بالخلاف الإستراتيجي بين نقابة التعليم الثانوي والإعدادي وبين وزارة التربية، بعد توافق الطرفين حول عدد من النقاط التي فرضها الأساتذة باستعمال قوة الإضراب عن العمل ومقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني التي لم تجر الى اليوم، حتى لاحت مؤشرات تؤكد عزم اساتذة التعليم العالي ومدرسي المراحل الابتدائية على شن اضراب على خلفية مطالب مادية قدموها للحكومة ولم تستجب اليها.
ويبدو الأمر وكأنه ممنهج ومنظم لضرب حكومة الحبيب الصيد ومن ورائها حركة نداء تونس الفائزة بالمرتبة الأولى في الانتخابات الأخيرة، باعتبار أن لغة المطلبية التي أتت أكلها مع أساتذة التعليم الثانوي والإعدادي لم تكن سوى مطية لدخول نقابات تعليم أخرى على الخط واستغلال ضعف الدولة وارتعاش ايادي مسؤوليها للضغط عليها ودفعها دفعا الى الإستجابة الى مطالب قطاع التعليم برمته في ظرف لا يسمح للحكومة بصرف دولار اضافي... على خلفية تدهور المؤشرات الإقتصادية واختلال الميزان التجاري وصعوبة ايجاد موارد اضافية للجولة تستطيع بفضلها الزيادة في اجور المطالبين بذلك.
والحقيقة ان متاعب الحبيب الصيد رئيس الحكومة لا تقف عند حد الإضرابات بل تتعداها لتشمل سير عمليات مكافحة الإرهاب الذي انتشر في البلاد بعد ان كانت الجماعات المسلحة متخفية في الجبال ومتحصنة بالمرتفعات.
كما يعاني الصيد من مشاكل اقتراب المعارك الضارية التي تجري بالجارة ليبيا من الحدود معها، حيث عززت وحدات الجيش والحرس الوطنيين، منذ اول امس وجودها على طول الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، كما شهدت المنطقة المتاخمة للحدود الليبية، على مستوى معبري ذهيبة وازن وراس جدير، تحليقا مكثفا لطيران الاستكشاف التابع لسلاح الجو.