هذه الوثيقة رسالة من عبدالله بن حمد بن عليان، وكيل تمر الصوام في مساجد روضة سدير، يطلب فيها الفتيا في توزيع تمر الصوام، يقول فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالله بن حمد بن عليان إلى جناب الأخ المكرم/ الشيخ المحترم عبدالرحمن بن حسن سلمه الله تعالى وأسبغ عليه نعمه ووالى سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. موجب الخط إبلاغ السلام، والسؤال عن حالك جعلها الله حال خير في الدنيا والآخرة (عبدالله بن حمد بن عليان هو من أهل روضة سدير، وهو وكيل تمر الصوام في جامع روضة سدير ومساجدها، وقد جرت العادة بتوزيع التمر على المساجد في رمضان في خصف من سعف النخيل كل يوم، أما الجامع فيكون مع التمر عشاء جريش يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع مع الماء الموجود في القرب المعلقة بالمسجد، أما بقية المساجد فتزود بالتمر فقط يومياً مع الماء الموجود في القرب المعلقة فيه من المسبلين على المساجد يريدون وجه الله والدار الآخرة) (الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب المجدد الثاني للدعوة وحفيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب (1193هـ-1285هـ).
أحسن الله إليك، قد دعت الحاجة إلى الفتيا المباركة، وهي أني وكيل لتمر صوام مساجد الروضة (روضة سدير) وقاحص علي بعض الجماعة (قائم عليه) يقولون نبيك تفرق تمر على ناس ضعوف ومستحقين يفطرون في بيوتهم، وقلت ما أعطي إلي في بيوتهم شيء إلا إن أفتى لي حاكم الشرع (القاضي) إنه يصرف إلي غير الجهة اللي هو مجعول إليها (مخصص لها)، فسمعاً وطاعة، ولو عفى الله عنك نبي نعطي كل الضعوف اللي في البيوت كان ما يبقى للمساجد شيء لأن البلاد فيها ضعوف واجد وأبوي الله يرحمه (حمد بن عليان ويكنى بأبي حسن وكيل ملك في جلاجل يسمى (الغديري) باعه على غانم بن محمد بن مجحد حال كونه وكيلاً لهياء بنت إبراهيم بن محمد أبا الغنيم أمير جلاجل وذلك سنة 1224هـ) قد استفتى بعض طلبة العلم في هالمسألة وقالوا ما يجوز يصرف عن جهته، وقلت لهم ولا رضوا (لم يقتنعوا) وبغيت أصبر لين (حتى) يجي الشيخ/ عبدالعزيز (هو الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن مرشد المرشدي قاضي سدير (1240-1324هـ) والشيخ يتنقل بين بلدان سدير الكبار مثل جلال والروضة والحوطة والمجمعة، وخفت إنه يبي يتريض لين يطلع الشهر (أي خشيت أن الشيخ عبدالعزيز المذكور سوف يتأخر بمجيئه إلينا في روضة سدير حتى يطلع شهر رمضان) وهم مشغليني والمطوع اللي ما نصب أخاف أنهم ما يطيعون فتياه (أي أن الجماعة مشغلينه يطلبون منه توزيع التمر على البيوت وبما أن طالب العلم الذي ليس معيناً من الدولة لا يهتمون بفتياه ولا ينظرون إليها ولا يعبترونها).
فأنت أحسن الله إليك افتنا مأجوراً وأجب جواباً شافياً تغنم الأجر وافياً وأنت سالم والسلام.
ثم يأتيه الرد من الشيخ عبدالرحمن بن حسن مؤرخاً في 20 من الشهر نفسه رمضان سنة 1275هـ كالتالي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالرحمن بن حسن إلى الأخ عبدالله ابن حمد ابن عليان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
وصل الخط وصلك الله ما يرضيه وبعد الذي على المسجد للصوام الذي يفطرون فيه يخص به من أفطر في المسجد خاصة والذي بيفطر في بيته ما يعطى منه والذي بيعطيه مخالف شرط المسبل وذلك غير جائز شرعاً وأنت سالم والسلام 20 رمضان سنة 1275هـ.
رحمهم الله جميعاً
الباحث/ عبدالعزيز بن سليمان الفايز - جلاجل - سدير