الجزيرة - أحمد القرني:
افتتح معالي وزير الصحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب المؤتمر الدولي للصحة الإلكترونية في نسخته الثالثة، الذي تنظمه وزارة الصحة بالتعاون مع الجمعية الدولية لأنظمة المعلومات والإدارة للرعاية الصحية بفندق الريتز كارلتون في الرياض.
وأشار معاليه إلى أن وزارة الصحة حريصة على توفير بيئة ملائمة للاستثمار في مجال الرعاية الصحية، مؤكداً أن الوزارة حريصة على توفير بيئة ملائمة للاستثمار في سوق الرعاية الصحية السعودية، وترحب بالشريك الجاد الذي يتمتع بقدر كبير من المسؤولية والنزاهة للنهوض بمفهوم الشراكة المبنية على أطر واضحة. مؤكداً أن تنظيم هذا المؤتمر يعكس اهتمام الوزارة بتوطين تقنيات الطب الحديثة في مرافقها كافة، متطلعاً إلى أن تتوصل الخبرات المشاركة في هذا المؤتمر إلى توصيات تسهم في رفع مستوى الخدمات الصحية المتقدمة لكل من يعيش على ثرى هذا الوطن الطاهر.
وقال إن وزارة الصحة حريصة على تطبيق المفهوم الجديد للرعاية الصحية منتهجة في تحقيق هذه الرؤية الطموحة بين مسارين رئيسيين، أولهما ميكنة جمع أنظمتها الطبية والإدارية التي تمكنها من تقديم خدماتها بمستوى عال من الجودة والإتقان، بما يضمن سهولة حصول المريض على الرعاية الأولية أو التخصصية، وتقليل الأخطاء الطبية والدوائية، وتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض، ومن ثم فإننا نتابع تنفيذ استراتيجية الصحة الإلكترونية التي تم - بفضل الله - تنفيذ 55 مشروعاً منها، وجار العمل على تنفيذ 39 مشروعاً، يتم الانتهاء من تنفيذها - بمشيئة الله - خلال السنوات الأربع المقبلة.
وزاد: أما المسار الثاني فيتمثل في نقل التقنية المتقدمة في المجال الصحي؛ إذ إن الوزارة بصدد دراسة مشروع بناء أول وحدة للعلاج الإشعاعي بالبروتون التي لا تتوافر إلا في أمريكا وأوروبا فقط؛ لتكون مدينة الملك فهد الطبية في الرياض مقراً لها.
وأوضح معاليه أن الوزارة على أعتاب خطوات من ولوج مجال الصناعات الدوائية والأجهزة والمستلزمات الطبية، وخصوصاً بعد أن تم الانتهاء من دراسة بناء مصنع لفصل مشتقات الدم وتحليلها لاستخراج ما يقرب من عشرين دواء جديداً تقوم المملكة حالياً بشرائها من أوروبا وأمريكا، تزامناً مع الانتهاء من إجراءات تأسيس الشركة السعودية للاستثمارات الصحية. كما حرصنا على تشجيع عدد من شركات تصنيع الدواء العالمية الكبرى للاستثمار في المملكة من خلال بناء مصانع الأدوية بها؛ وهو ما أسفر عن الاتفاق مع إحدى الشركات الفرنسية على نقل صناعة البروتون للمملكة العربية السعودية.
كما أجاب معالي وزير الصحة عن أسئلة الإعلاميين، وقال ردًّا على سؤال حول أهمية المؤتمر وما يمكن أن يضيف للخدمات الصحية: هذا المؤتمر والمعرض المصاحب يختص بالتقنية في مجال الصحة، ويعقد للعام الثالث على التوالي في المملكة العربية السعودية، ويشارك فيه أكثر من ألفي شركة وأكثر من 1200 محاضر ومشارك، ويُعتبر مؤتمراً عالمياً ومهماً جداً. كما نعلم، فإن التقنية في الوقت الراهن مهمة جداً في مجال الصحة، والعالم كافة متجه إلى استخدام التقنية في تقديم الخدمات الصحية، سواء الاستماع إلى الطبيب من خلال الفيديو، أو من خلال الخدمات الإلكترونية للحصول على حجز موعد عبر الأجهزة الذكية، أو طلب دواء معين أو تقرير طبي بدلاً من الذهاب إلى المستشفى، كما أن التقنية مهمة أيضاً في الرعاية المنزلية؛ ولهذا فإن المريض أصبح بمقدوره الآن الحصول على خدمات صحية عديدة من خلال التقنية.
وأضاف: نحن الآن نعتبر في مستوى متوسط في استخدام التقنية وكفاءتها في المملكة العربية السعودية، ولكن لدينا خططاً كبيرة - إن شاء الله - في المستقبل لنقل التقنية إلى مستوى أفضل من المستوى الحالي بمراحل، بدءًا بالمشروع المهم والكبير الذي سنطلقه، وهو الملف الصحي الإلكتروني؛ حتى يكون لكل مريض ومراجع ملف صحي إلكتروني، يدخل عليه أي طبيب من أي مستشفى، سواء التابعة لوزارة الصحة أو المستشفيات الأخرى.
وفي معرض رده على سؤال حول النماذج التقنية الجديدة التي تسعى وزارة الصحة لاستقطابها والاستفادة منها في المملكة قال معاليه: في الشهر الماضي درسنا مع أفضل المستشارين في العالم للوقوف على أفضل النماذج التقنية المستخدمة في العالم، ولم نجد دولة محددة هي الأفضل في كل شيء؛ إذ وجدنا كندا متميزة في بعض التطبيقات، وفنلندا متميزة في الرعاية الطبية الأولية في بعض التطبيقات، والمملكة المتحدة متميزة في تطبيقات أخرى؛ ولهذا سوف نعمل على استقطاب التطبيقات المثلى من كل دولة لتشكيل النموذج الخاص في المملكة العربية السعودية إن شاء الله.
كما أوضح وزير الصحة أن جولته التفقدية في المستشفيات والمرافق الصحية في المنطقة الجنوبية نهاية الأسبوع الماضي تأتي للوقوف على استعدادات قطاعات وزارة الصحة في المنطقة الجنوبية ضمن خطة الطوارئ التي تشارك فيها القطاعات الحكومية كافة. وقال معاليه: هناك خطة طوارئ لمثل هذه الأحداث، ويشارك في تنفيذ هذه الخطة قطاعات الدولة كافة، ووزارة الصحة جزء من الكل، وقد تأكدنا بتوجيهات من سيدي خادم الحرمين الشريفين من جاهزية المستشفيات والمرافق الصحية في المنطقة وتوافر الأجهزة والأسرّة والدم عند الحاجة إليها، وكذلك توافر الطاقم وسيارات الإسعاف. وقد نفذنا خطة الطوارئ، ومستشفياتنا الآن - والحمد لله - التي تشرفت بزيارتها يوم الجمعة الماضي في المنطقة الحدودية جميعها على مستوى من الرقي ودرجة عالية من الجودة، وهي في أفضل جاهزيتها لمواجهة أي طارئ.
وفيما يتعلق بموعد تطبيق التقنية كاملة في مرافق وزارة الصحة كافة قال الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب: «التقنية في العالم توفر نحو 10 % من الخدمة في مجال الرعاية الصحية، وهي في نمو مستمر وتصاعد سريع».
كما أجاب معالي وزير الصحة عن سؤال حول رؤية وزارة الصحة لتطوير شراكاتها مع الشركات في الداخل والخارج بما ينعكس إيجاباً على خدمات الرعاية الصحية الإلكترونية، وقال: «نحن في هذه المرحلة نقيم احتياجاتنا مع شركائنا على المدى البعيد، وبعد أن نحدد الاحتياجات بشكل دقيق سنبدأ في استضافة الشركات العالمية، وهي شركات معروفة، وعدد الشركات المتميزة في تقديم التطبيقات محدود، ولن يأخذ هذا الأمر وقتاً طويلاً».
وقد دشن معاليه المعرض المصاحب للمؤتمر الذي شارك فيه العديد من الشركات والمؤسسات والمرافق الطبيبة من داخل المملكة وخارجها، من خلال جملة من التطبيقات المتميزة في مجال الخدمات الصحية الإلكترونية.
وقد تضمن الحفل كلمة لمستشار معالي وزير الصحة والمشرف العام على إدارة تقنية المعلومات والاتصالات الدكتور عبدالله الوهيبي، رحب خلالها بالحضور والشركات والمشاركين في المؤتمر والمعرض الدولي، وأكد فيها أهمية هذا المؤتمر والمواضيع التي ستناقش فيه، معرباً عن أمنياته لجميع المشاركين بالتوفيق والنجاح.