بريدة - عبدالرحمن التويجري / تصوير - سيد خالد:
حذَّر صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز, أمير منطقة القصيم من تسرب أموال الجمعيات الخيرية, ومغبة وصولها إلى أيدي المنظمات الإرهابية، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية عملت ولا زالت تعمل من أجل القضاء على أي فكر أو عمل يؤدي إلى الإرهاب، مطالباً مسؤولي الجمعيات الخيرية طالبي الوجاهة بالرحيل من العمل فيها، لأنها ليست للوجاهة وعملها لا يقتصر داخل المكاتب فقط، فدورهم أن يشمروا عن سواعدهم بالبحث عن المتعففين بصدق وجدية للمستحقين من خدمات الجمعية بالذهاب إلى منازلهم والبحث عنهم في المناطق النائية.
وقال سموه: لن نستطيع النهوض بالعمل الخيري وأن من يأتي للعمل فيها يأخذها للوجاهة. مشيراً إلى وجود 61 جمعية خيرية بالقصيم، ولو كل جمعية قامت بدورها على الوجه الأكمل لما وجدنا فقراء، ولم يأت إلينا محتاجون يشكون من ضعف العمل بالجمعيات ولا يجدون ما يسد حاجتهم، لافتاً النظر إلى أن القطاع الخيري هو القطاع الثالث بعد القطاعين الحكومي والخاص وهو عامل مساند للعمل الاجتماعي.
وانتقد سمو أمير منطقة القصيم عمل الجمعيات بشكل عام, قائلاً لمسؤوليها: أعذروني أن أكون صريحاً معكم وشفافاً، هناك جمعيات تتأخر فيها تقديم المساعدات للمحتاجين، وفساد في المواد الغذائية في مستودعاتها دون التوزيع، وتوجد في أرصدتها ملايين الريالات ويحول عليها الحول ولم تنفق في أوجه ما خصصت له، داعياً مسؤولي الجمعيات إلى عدم الاستكانة للعمل التقليدي، وأن ينفضوا الغبار عن التعامل بالطرق البدائية، وأن يستخدموا التقنية في عمل الجمعيات لأنها معدومة بشكل كامل، وأن يقوموا بربط الجمعيات بالمخازن التجارية لكي لا تتلف المواد الغذائية الموجودة في مستودعاتها، موجهاً إي مسؤول جمعية مستودعها فارغ من المواد الغذائية بأن يخبره, ولن تمضي 12 ساعة إلا وقد امتلأ بما يخدم المحتاجين، لأن المنطقة تحظى برجال يتسابقون إلى عمل الخير.
مشدداً سموه على المجلس التنسيقي للجمعيات بالمنطقة أن يشخص كثيراً من حالات الجمعيات الخيرية، ويرصد عيوبها قبل إيجابياتها والتنسيق فيما بينها وعمل توازن وتكامل في أدائها، مبيناً سموه أنه سعى لعقد هذا اللقاء لتدارس آليات تقديم العمل الخيري والمعوقات التي تعترضه. مشيراً إلى أنه تم تخصيص مبلغ 2.5 مليون ريال من وزارة الشؤون الاجتماعية لتعزيز التنمية في مركز أبانات.
جاء ذلك خلال لقاء سمو أمير منطقة القصيم برؤساء المجالس والمديرين التنفيذيين للجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية بالمنطقة، بحضور معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي, ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية الدكتور عبدالله السدحان، حيث استعرض اللقاء الذي عقد بمركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة سير العمل في الجمعيات واللجان، وآليات تطويرها وتفعيلها لتؤدي دورها بشكل فعال في تقديم الخدمات لمستفيديها من شرائح المجتمع المحلي، والخطط الإستراتيجية والمستقبلية للجمعيات واللجان والأعمال التي من المتوقع أن تقوم بها، وآلية التنفيذ التي تتبعها، والدعم المقدم لها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، والمعوقات والصعوبات التي تعترض سير عمل الجمعيات واللجان في المنطقة.