مكة المكرمة - هاتفيا - عبدالله الهاجري:
عبر والد شهيد الواجب الجندي أول محمد بن حمود بن محمد الحربي، العم حمود، عن فخره باستشهاد نجله وهو في ثغر من ثغور الوطن يدافع عن دينه ووطنه ، ملبياً صوت النداء ، لهذه البلاد المباركة في ظل قيادتها الحكيمة ، وقال العم حمود في حديث هاتفي مع «الجزيرة» بالقرب من بيت الله الحرام في مكة المكرمة قبل مغرب أمس ، وهو يستعد للصلاة على شهيد الواجب في أطهر بقاع الدنيا ، بأن استشهاد ابنه فخر واعتزاز ، واستذكر المكالمة الهاتفية الأخيرة والتي جمعته بابنه مساء الخميس ، وقال كانت المكالمة كلها عزيمة وإصرار على حماية الوطن وبأنهم يسعون هو وزملاؤه في الحفاظ على حدود هذه البلاد، وأشار لي في المكالمة التي حضرتها والدته ايضا، بأنهم في أتم صحتهم وأن معنوياتهم مرتفعة.
وأضاف العم حمود : لم أفقد ابني ، فقد ذهب وهو يدافع عن الجميع ، فهو ابن لهذا الوطن ، والحمد لله على قضائه وقدره، مبيناً بأن للشهيد خمسة أخوان وثلاث شقيقات ، ثلاثة من أخوانه رجال أمن يحمون وطنهم ودينهم.
وختم حديثه بأن ابنه قد تلقى إصاباته في وجهه وصدره، وهذا دليل على شجاعته وإقدامه في حماية وطنه ، وكان الشهيد على خُلق ومشهوداً له بالخير بين أقاربه وباراً بوالديه ، وقد غادر ديرته «الشهيرة» بالمضيليف يوم الأحد الماضي وأنا راضٍ عنه. من جهته تحدث معنا شقيق الشهيد عبدالمجيد ، وقال بأن شقيقه يبلغ من العمر 28 عاما وهو متزوج ولديه ابن في عامه الأول واسمه راكان، وقد التحق بالعسكرية منذ أربع سنوات، وكان في نقطة المجازاة بحرس الحدود في ظهران الجنوب وقد انتقل لمركز الحصن - حيث استشهاده - قبل أكثر من شهر.
وقال عبدالمجيد: كان بيني وبين الشهيد رسائل على الواتس يوم الجمعة ، يوم استشهاده، وكان يسألني عن حالتنا جميعا وعن «حلاله»، حيث يمتلك حوالي 40 رأساً من الضأن ، وكان آخر لقاء بالشهيد يوم الأحد، حيث إنه قد أتى من عمله على أن يمكث معنا أسبوعين، ولكن وصله اتصال من عمله ذلك اليوم ليعود لعمله ويرابط بين الأطوار لحماية هذا الوطن ، وقال لي قبل أن يسافر «عندي إحساس بأن هذه آخر مرابطة لي»، «اللهم فانصرنا وانصر وطننا» دعواتك لي ، وكانت فعلا المرابطة الأخيرة له.