طلال الظفيري - (الجزيرة) الكويت:
أكد محللان أمريكيان أحدهما سياسي والثاني عسكري أن قوات التحالف بقيادة السعودية تنفذ ضربات جوية مؤثرة ودقيقة بمساعدة لوجستية واستخباراتية واسعة من الولايات المتحدة، واصفين علاقة الميليشيات الحوثية مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومواليه «بالزواج النفعي».
قال الباحث العسكري في جامعة الدفاع الوطنية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط البروفيسور ديفيد روتشس في ندوة نظمها المجلس الوطني للعلاقات العربية - الأمريكية بمبنى الكونغرس تحت عنوان (اليمن في حالة من الفوضى) ونشرتها وكالة الأنباء الكويتية اليوم: «إن الضربات الجوية استهدفت وبدقة مواقع تابعة للميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها».
وأشار إلى أن «قصف السعودية لمدارج الطيران والمنشآت الأخرى بدون استهداف الطائرات نفسها يدل على سعيها لإعادة الشرعية لحكومته».
وتقوم قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بعمل عسكري في اليمن ضد الميليشيات الحوثية استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأضاف روتشس أن الولايات المتحدة تدعم العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية من خلال تزويد قوات التحالف بمعلومات استخباراتية ولوجستية وتحديداً عبر المساعدة في البحث عن الأهداف والإمداد السريع للصواريخ الموجهة.
واستذكر الـ500 مليون دولار من معدات تقنية وأسلحة خفيفة التي فقدت وزارة الدفاع الأمريكية القدرة على تحديد مصيرها في اليمن جراء الفوضى التي تفاقمت بالآونة الأخيرة، معتبراً أنه «كان من الخطأ ترك صالح في السلطة لأنه يلعب الآن دوراً كبيراً في الأحداث باليمن تسانده القوات الموالية له».
من جهته أكد المتخصص في العلاقات الشرق أوسطية بخدمة البحوث في الكونغرس الأمريكي جيريمي شارب دور الولايات المتحدة «وراء الستار».
وعن استمرار «عمليات التصدي للإرهاب» التي كانت تقوم بها الولايات المتحدة في اليمن ضد تنظيم (القاعدة) بشبه الجزيرة العربية، قال شارب «في الواقع أن سعي أمريكا يعتمد على السعودية وما تتوصل إليه العمليات التي تقودها».
وأضاف «أنه على الرغم من تأكيد الإدارة الأمريكية استمرارها في الدعم والتصدي للإرهاب في اليمن إلا أن المنطق يقول إنه مع وقف عمل بعثتها الدبلوماسية وسحب قواتها العسكرية من على الأرض ستكون المعلومات وفعالية الاستخبارات أضعف».
ووصف شارب علاقة الميليشيات الحوثية مع صالح ومواليه «بالزواج النفعي المتناسب والذي يريد صالح من خلاله حماية نفسه وعائلته».
بدورهما تناول ناشطان يمنيان الجوانب الإنسانية والكارثية التي تحل بالشعب اليمني الذي بات «الآلاف منهم الآن في مطارات العالم الدولية لا يستطيعون الحصول على تأشيرة دخول إلى أي دولة إلا الصومال، وهم محاصرون داخل اليمن بين قوات مسلحة وضربات جوية مستمرة».
وانتقد الدبلوماسي السابق والكاتب اليمني عباس الموسوي «استعمال السلاح وانتزاع السيادة بالقوة» من قبل الميليشيات الحوثية.
وأضاف أن اليمن تحول إلى «أرض خصبة للميليشيات التي لا تؤمن بالدولة ولا بدول الجوار»، مضيفاً أن الميليشيات الحوثية «استفادت من هذه الحرب بحصولها على دعم شعبي وصل إلى مليون بعد أن كانوا بالآلاف بعد طلبهم العون».
وتحدثت الباحثة والكاتبة اليمنية سماء الحمداني فقالت «إن 26 مليون يمني عالقون ما بين السياسة والعنف داخله»، مشيرة إلى «أن الوضع الإنساني داخل اليمن سيئ نتيجة شح المعدات الطبية ونفاد الوقود الذي يعتمد عليه في الكهرباء وغيرها من الحاجات اليومية».
وأضافت أنها رغم تواصلها المباشر مع أقربائها في اليمن إلا أن المعلومات شحيحة لعدم وجود منظمات إنسانية وإغاثية هناك، مشددة على أهمية تسهيل دخول المنظمات الإغاثية ولا سيما (أطباء بلا حدود) «لمواجهة الكارثة الإنسانية التي تعاني منها مناطق عدة في اليمن والقلق من انتقال العدوى إلى مناطق مجاورة قريباً».
وذكرت أن زيادة عدد العاطلين عن العمل «والإحساس بعدم القيمة خصوصاً عند الشباب جعلهم أهدافاً سهلة لعبدالمالك الحوثي وتجنيدهم في حركته» حاثة على أهمية تسليط الضوء على «ثقافة الشعب اليمني القبلية حتى ما قبل عشرين سنة» إضافة إلى نواح أخرى «صعب شرحها» في تحليل الصراع باليمن واتخاذ القرارات.
- الباحث العسكري في شؤون الشرق الأوسط