اطلعت على مقال رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الغراء والذي حمل عنوان: (سلمان حين يتحدث) ونشر في عدد يوم الأربعاء 12 جمادى الأول 1436هـ وأود التعليق عليه، فليس هناك مسلم لديه أدنى انتماء أو اعتزاز بدينه وعروبته؛ إلا وهو يؤيد التدابير التي اتخذها عاهل المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز، ضد الحوثيين الانقلابيين في اليمن، انطلاقاً من واجب النصرة لليمن السعيد، وحفاظاً على استقرار وأمن بلاد الحرمين الشريفين والمنطقة، وردعاً لفئة تشبعت بالفكر الاستحواذي التطرفي، وأصبحت تعبث بأمن بلادها، غير مبالين باستقرار المنطقة.
وإن «عاصفة الحزم» ظهرت ملامحها منذ الوهلة الأولى، حيث كان الهدف الأساسي منها هو حماية اليمن من ويلات الحرب الأهلية، والدفاع عن شعب اليمن الأبيّ، الذي تعرض منذ سنوات لاستباحة أرضه وتخريب ممتلكاته وزعزعة استقراره من المليشيات الحوثية المدعومة من قوى داخلية وإقليمية ذات مطامع ومشروعات تخريبية بالبلاد العربية.
تأكيد خادم الحرمين الشريفين بأن «عاصفة الحزم» ستستمر حتى تحقق أهدافها دليل على «الحزم» وثبات الموقف والمبدأ الذي انطلقت منه هذه العملية، إذ ليس الهدف منها هو تحقيق غايات وأهداف معينة، أو إرغام الطرف المقابل على قبول اشتراطات معينة، بل استتباب الأمن للشعب اليمني، وإعادة حريته، وإبعاد المنطقة من ويلات الفتن والحروب التي تريد إشعال فتيلها الفئة الحوثية المرتزقة.
ولم يكن مستغرباً تلك المواقف التي أبدتها دول وشعوب عدة، والتي قدرت الموقف حق تقديره، وعرفت أطماع تلك الفئة الضالة «الحوثيين» في الاعتداء على دول الجوار، وفهمت مرادها من النيل من الأبرياء والمسالمين في اليمن والمنطقة، وتدعمها في ذلك قوى داخلية وخارجية جعلت نصب عينيها إرادة الشر للغير.
وإننا بصفتنا شعوباً إسلامية نؤيد التدابير كافة التي اتخذها ولي أمرنا وحاكم بلاد الحرمين الشريفين -أيده الله بنصره وتأييده- لما لها من مكانة روحية في قلوبنا، ولما حباها الله تعالى من رعاية وخدمة للحرمين الشريفين، ولأجل موقفها الحق البيّن والواضح في الدفاع عن بيضة الإسلام وحماية جنابه المطهر، وهو ما جعل العالم أجمع يلتفون حولها، ويعلنون وقوفهم المطلق معها، وهي اليوم تمثل الأمل لأكثر من بليون مسلم في استعادة الأمة مكانتها واسترجاع حقوقها وإنصاف شعوبها.
ولا أجدني إلا أن أرفع رأسي عالياً لتلك العزة التي انطلق منها سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله-، إذ لم يقبل بأن يعطى الدنية في دينه وكرامته وشهامته، ولم يختر موقف المتفرج أمام الصلف الحوثي، بل هب لنجدة شعب استنجد به للدفاع عن هويته ووطنه، لذا لم يتردد في إصدار أمره الكريم بالبدء بهذه العملية، وتكليف الأمير الشهم وزير الدفاع محمد بن سلمان بالإشراف المباشر على «عاصفة الحزم»، ليكون الحزم سيد الموقف حالاً ومستقبلاً، إن شاء الله.
جابر الشيباني - الرياض