من نعم الله على هذه البلاد الطاهرة المباركة أن خصّها بشرف المكان والموقع باعتبارها قبلة المسلمين في أنحاء العالم، حيث الكعبة المشرّفة التي يتوجه إليها مسلمو العالم أجمع، والحرمان الشريفان اللذان يفد إليهما الملايين كل عام لأداء مناسك الحج والعمرة أو الزيارة، فمن هذا المنطلق أتى قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزير - حفظه الله وأمد في عمره - صاحب المناقب العليَّة، والمكرمات الندية، ومن منطلق علاقات المملكة وسياساتها الخارجية ومواقفها السياسية سواء في محيطها الخليجي أو مع دول الجوار أو الدول العربية أو دول العالم أجمع أو تجاه القضايا العربية والإسلامية والعالمية، جاءت النداءات الأخوية من قبل الأشقاء في الحكومة الشرعية اليمنية للدفاع عن الشرعية الحقة وتحقيق الأمن والاستقرار للأشقاء ضد جرثومة هتكت الأمن وأحدثت الفوضى وإراقة الدماء وتعدت على شرعية ومؤسسات البلد الشقيق بأعمالٍ بغيضةٍ تخريبة نتنه، لا تراعي حرمة الدم ولا حتى بغي البغاة، فستجابه المملكة العربية السعودية مع حزمة من أشقائها الخليجيين وإخوانها العرب وتحت تأييد دولي كبير لنداء الشرعية من قبل الحكومية الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، فهذا الأمر ليس جديداً على مملكة الحب والعطاء التي منذ تأسيسها على يد المرحوم الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - وهي حكم عالمي وملجأ أخوي تتجه إليه العديد من الدول لطلب المشورة أو المساندة والعون في القضايا المصيرية العادلة لأنها تعرف المواقف السعودية الصادقة التي تساند الحق والعدل وترفض الظلم والعدوان، كل هذه المميزات التي توافرت للمملكة جعلت منها قبلة إسلامية للمسلمين جميعاً، وقبلة للسياسيين وزعماء العالم الذين توافدوا وما زالوا إلى بيت العرب الأول ليناقشوا ويبحثوا ويتشاوروا حول كافة القضايا الإقليمية والعربية، بل العالمية، فالسياسة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله- القائد الفذ صاحب الحنكة والدراية دائماً ما يقول «إنه لا يمكن السماح بزعزعة أمن واستقرار ووحدة اليمن من أي جماعة أو أي طرف»، لذا على جماعة الحوثي أن تدرك أن المملكة العربية السعودية ومعها المجتمع الدولي على المستويين الإقليمي والدولي ترفض تحركاتهم الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن باعتبار استقرار اليمن من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية والخليج والمنطقة اعربية، وهذا الموقف هو موقف وطني وإقليمي ودولي، كما جاء هذا القرار الحكيم الشجاع بعد الأوضاع الراهنة ومدى خطورتها على الأمن والاستقرار والوحدة خصوصاً في ظل استمرار التحشيدات الحوثية حول عدن وأخواتها وسعيهم في الأرض فساداً وتهديداً لإجهاض العملية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بغرض إفشالها والتي شدد مراراً على التمسك بها وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان هذا الأسد الكبير الذي تخرج وترعرع في مدرسة سلمان العزم والحزم والحسم والذي رسم سياسة الدفاع والهيبة الجديدة للمملكة العربية السعودية. وإن المتأمل في هذا القرار السيادي الحكيم يجد فيه المعاني الشرعية والوطنية بأسمى دلالاتها، حيث إنه يستفتح قبل كل شيء بالاعتصام بحبل الله تعالى والتعاون على هداه، ثم يثني بتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية لأبناء شعب اليمن الشقيق، فالقيادة الحكيمة تقتفي خطى باني هذه البلاد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيَّب الله ثراه -، والذي وضع اللبنة الأساسية لهذا الوطن ووجهنا الوجهة الصحيحة، وسار عليها أبناؤه البررة حتى هذا العهد الزاهر المُمْرِع الخيّر المِفْضال، حفظ الله المملكة العربية السعودية وأطال الله بعمر قائدها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، ودام عزك يا وطن، ختاماً هكذا نطقت تلك الروح الطاهرة عندما قال الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - مؤسس هذه البلاد، «الحزم أبو العزم أبو الظفرات والترك أبو الفرك أبو الحسرات».