عندما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ببدء عملية «عاصفة الحزم» التي لها من اسمها نصيب- حيث قال ابن منضور في لسان العرب: «الحزم: ضبط الإنسان أمره والأخذ فيه بالثقة، والحزم ضبط الرجل أمره والحذر من فواته». شَعُرت بالسعادة التي أثارت دموع عَينَيَّ فرحاً وسروراً، وهذا شعور يشعر به أي غيور على دينه ووطنه، فالمتتبع لحال الحوثيين وأذنابهم وطريقة توسعهم في الشقيقة اليمن -التي أرادوه يمناً تعيساً بعد أن كان سعيداً- ليشعرُ بأنهم أداة إيران الصفوية المجوسية التي لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن، فقد قتلوا النساء والأطفال، وفجروا البيوت، واستهدفوا دور العبادة حتى انطبقت عليهم الآية الكريمة (لاَ يَرْقُبُونَ في مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ لْمُعْتَدُونَ) وقد كُشفت تلك الضغائن الخفية التي لا يتصورها عاقل، ولا يفعلها سَويٌ ولبسّوا على الناس كرههم لإسرائيل وهم أحبابٌ لها، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «... وأن أصل كل فتنة وبلية هم الباطنية، ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم، واعلم أن أصلهم ومادتهم منافقون، اختلقوا الأكاذيب، وابتدعوا آراء فاسدة، ليفسدوا بها دين الإسلام، ويستزلوا بها من ليس من أولي الأحلام...»، وفعلاً هذا ما يحدث الآن، فقد ألحقوا الضرر بأهل اليمن، وأعلنوا حملة شعواء لا هوادة فيها للتوسع بالقوة والعنف ومصادرة الحقوق، وخططوا لتمكين الفرس من أرض العرب الأصيلة، والقتل عندما حانت لهم فرصة امتلاك السلاح بالخيانة، وقد استباحوا ثروات اليمن المعطاء، وكنوزها وخيراتِها الوفيرة، وحاولوا تشويه سمعة أهل اليمن الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام: «جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَة». وكان من فطنة الملك سلمان حفظه الله -فالمؤمن كيس فطن، وليس بالخَبِّ ولا الخبُّ يخدعه- أن اتخذ قراراً تاريخيًّا بوقف توسعهم، فهم ِخنجَرًا يَطعَنُنا فِي الظَهر، وجِسر يَعبُرُ عَليهِ الأعداءُ لبلادنا الغالية، والحمد لله أن خبأ فحيحهم بعد أن كان عالياً، وطأطأت رؤوسهم بعد أن كانت تنتشي القتل والثأر والعداء، وتطمع بالتوسع في مملكتنا الغالية، فما هم إلا أفاكين، ودهاقين رجس وخراب وفساد وإفساد. اللهم أحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وأدم عليناعمة الأمن والإيمان ومن أرادنا بسوء فرد كيده في نحره واكفنا شره.