أَطبِق زمانُ زلازلاً وحريقا
ما عُدتُ أُبصر للحقوق طريقا
أَطبِق زمانُ وفجِّر من جوانبها
سَكَتَ الكلامُ وراح غيريَ بوقا
أَطبِق زمانُ لتَلقى من عواقبها
نيرانَ تُشعِل في الكهوف بريقا
إن أقبَلَت فلها الفضاء مَدارِجاً
رَجَفت فبات مساؤها مصعوقا
تلك الوعودُ بها الرعودُ حواسراً
كَفُّ المليك لوامعاً وبروقا
كَفُّ المليك أَبَتِ الظُّلامةَ والرَّدى
هيهات نَسمع للبُغاث نعيقا
هيهاتَ نَقبل أن يُداس تُرابُنا
مادام وجهٌ للميلك طليقا
هيهات هيهات الشُّجون أو الأسى
مادام عزمٌ للمليك صدوقا
شَدَّ العزائمَ بالمحازمِ يرتقي
أبداً يصول مُشاهَداً مرموقا
حَفِظَ الوصايا للمنايا همُّه
أن لا يَرى للعاديات صديقا
سلمانُ عِزُّ للبلاد وعِزّةٌ
ما مثلُه عَرَف الزمانُ رفيقا
سلمانُ يا عِزَّ الرجال وإنما
عَرَف الرجالُ فتاهمُ المِنطيقا
بطلُ أدار الحربَ قبلَ فِطامِهِ
حتى غدا شوكُ الحروب رَحيقا
ما مثلُه عرَف الزمان مؤاخياً
إنْ شَدَّ جاء له الزمانُ رفيقا
حِلمٌ وكلُّ الحِلمِ بعضُ صفاته
بَطشٌ إذا ركِب الجواد سَبوقا
عَلِمَ العدوُّ بأن يكون صَبوحَه
علِم العدوُّ بأن يكون غَبوقا
سيفُ السلامةُِ إن أراد سلامةً
فإذا مضى صار الشهابَ حَروقا
ليثٌ تَخَدَّرَ في العرين مزمجِراً
هيهات يَترُكُ في حِماهُ خُروقا
إن يَعتدوا فهمُ العِدا وبجهلهم
شَرِبوا السَّرابَ أمامهم مَدفوقا
قد عاثَ فيهم وسوساتُ ذوي الخَنا
إيرانُ تعلم دينَها الزِّنديقا
إيرانُ سُخْرِيَةً تُريد حياتَها
ذهَبَت وعاد أَديمُها مَسحوقا
كسرى هوى شبحاً مضى بيَدِ القضا
عُمَرٌ أتى سيفَ الوَغى عِمليقا
حُوثٌ تجمَّعَ فَلُّهم وفُلولهم
الموتُ يلعبُ فيهمُ تصفيقا
حُوثٌ رأوا أن السَّماحةَ ذِلَّةً
يا ويلَهمْ ظنّوا الظُّنون عُقوقا
ذا باسلٌ أبدى النواجذَ جهرةً
يدعو فتأتيه الرجال فريقا
تلك الوِلاية لا وِلايةُ خائنٍ
باعَ الضميرَ لِمَن يُريد فُسوقا
حوثٌ وعُجمٌ كلُّهم أعداؤنا
قد جاءهم نباٌ رأَوه عميقا
فلْيَرحلوا نحو الخِزاية والدََّنا
ما كان قبلهُمُ الدَّنا مسبوقا
سلمانُ أعلنَ أنها أبَدِيَّةٌ
يبقى وتبقى بسمةً وشُروقا
في ظلِّها دام الطريد مكرَّماً
في عِزَّها بات الأسير عتيقا
بلدٌ رأى فيها الإلهُ مكارماً
لم يُعطِها من قبلهم مخلوقا
عَلَمُ السلام مرفرِفٌ برُبوعها
ديناً يُطَبَّقُ حُكمُه تطبيقا
ديناً رعاه اللهُ صادقَ وعدِه
مَنْ ذا يصونُ سواهمُ التصديقا
إن أقبلوا فهمُ الملوك حقيقةً
فإذا بَدَوا وقَفَ الزمان خَفوقا
جيلٌ تعمَّمَ بالسماحة والنَّدى
وبأَكُفِّهِم كان الردى ممشوقا
كُفُّوا الأذى يا حُوثُ قبلَ فنائكم
ذا قبرُكم قد صَيَّروه سحيقا
لا تَحسَبوا صبرَ الحليم سكينةً
الصبرُ يدفعُ قلبَه المحروقا
فإذا السماءُ عواصفٌ رعديّةٌ
وتَرى البِحارَ بها السَفينُ غريقا
كُفُّوا الأذى يا حُوثُ قبل فنائكم
الفُرسُ ما دخَلوا البلاد عَشيقا
الفُرسُ لوثةُ خابلٍ متخابلٍ
يرجون كسرى أن يعود أَنيقا
بَعُدوا ويَبعُدُ قولُهم وفِعالُهم
سلمانُ صقرٌ ناهضٌ تحليقا
سلمانُ فلْيَسمَعْ صداها جاهلٌ
سلمانُ يُرعِد زفرةً وشهيقا
- أ. د.فضل بن عمّار العمّاري