لقد صرح مهندس السياسة السعودية صاحب السمو الملكي وزير الخارجية الأمير/ سعود الفيصل - حفظه الله - بأننا لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها.
لم تتدخل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والدول الفاعلة بكل ما أوتيت من صبر وجهود إلا بغية الوصول للحل السلمي للدفاع عن اليمن الشقيق وذلك للعودة إلى مرحلة الإنماء والدفع في عجلة التقدم الاقتصادي والسياسي بدلاً من سفك الدماء، إن عاصفة الحزم تريد الدفاع عن الشرعية اليمنية حتى تحقق أهدافها ويعود اليمن أمناً.
لم يكتف الحوثي وأعوانه علي عبدالله صالح والدعم الإيراني في بث الرعب والفوضى في اليمن الشقيق بل انتهكوا الإرادة الشعبية وانقلبوا على الشرعية الدستورية وتنكروا للحلول السلمية تحت فوهة السلاح تحت سياسة جلبت لليمن عواقب لا يحمد عقباها.
نحن لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها، حيث ان أمن اليمن الشقيق جزء لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية وأمن الخليج، فكيف إذا جاء الاستنجاد من قبل الرئيس الشرعي لليمن، وحرصاً ودعماً من المملكة ودول الخليج على سلامة ووحدة الشرعية اليمنية من الانقلابات السياسية، هبت «عاصفة الحزم» تلبيةً لنداء اليمن الشقيق حيث تم حشد شامل من الدول الشقيقة والصديقة في العالم برمته.
مما سبق ذكره يظهر جلياً أن «عاصفة الحزم» لم تكن ردة فعل أو وليدة اللحظة، بل حاول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأيده بنصره- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير / محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بحكمتهم المعهودة وحلمهم مباشرة أو في إطار اجتماعات وزراء الخارجية للدول العربية بأن يقنعوا الحوثيين وأعوانهم بأن يوفوا بوعودهم ومعاهداتهم إلا وأنه للأسف الشديد قد حنثوا بوعودهم واخلفوا ميثاقهم ولم يلتزموا بكلماتهم، بل تعاونوا مع من خان الأمانة لأحقاد قديمة وأطماع شخصية إلى أن سلبت الإرادة اليمنية والدستور اليمني مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني وإشعال الفتنة في اليمن الشقيق بالرغم من المحاولات السلمية للمملكة بقيادة «سلمان الحكيم - يحفظه الله ويرعاه - « إلا أن الحوثيين اعتبروا ذلك ضعفا وتخوفا من المملكة حيث تمادوا في ترويع اليمن الشقيق واخذوا بيد من خان الأمانة في التوسع في العاصمة صنعاء ومن ثم توجهوا إلى ميناء الحديدة ومن ثم اتجهوا جنوباً طمعاً في احتلال عدن ومن هناك إلى المُكلا، بل وزاد تهجمهم على المملكة بإطلاق عبارات نارية وهددوا بالزحف إلى أراضي المملكة الطاهرة ودول الخليج ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا قناصين على حدود المملكة لقتل رجالنا الاشاوس .
وهنا ظهرت حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأيده بنصره- وبعد نظره، حيث قام بإخبار الدول الصديقة والشقيقة موضحاً لهم بأن للصبر حدودا وإن الحلم تفسر من قبل الحوثيين بأنه ضعف، وحيث انه عقد الحزم - بعون الله- أن يدحرهم في جحورهم وأن يعيد الشرعية المنتخبة إلى اليمن الشقيق ليعيد بذلك الأمن والاستقرار إلى هذا البلد، وما أن خاطب أشقاءه أصحاب الجلالة الملوك ورؤساء الدول من الكويت والإمارات وقطر والبحرين إلا وهم يهبون لمناصرة المملكة والدفاع عن أرض الوطن، وها نحن قد شاهدنا اجتماع رؤساء الدول العربية الذي عقد في مدينة شرم الشيخ حيث أيدت المملكة كل من الأردن والسودان والمغرب ومصر ومن الدول الصديقة تركيا وباكستان.
وهنا لا بد من أن نشير إلى «سلمان الحكيم - يحفظه الله ويرعاه - « وسياسته حيث ولأول مرة حصلت المملكة على تأييد الدول الغربية بالرغم من أنه كان بالسابق لدى هذه الدول مواقف مناوئة للمملكة والبعض على الحياد، وبذلك تبرز الحكمة السياسية المحنكة والخبرة التي يتحلى بها الملك المفدى حيث كسب تأييد معظم دول العالم إلى ما تقوم به قواتنا البواسل.
لقد أبهر السلاح الجوي السعودي العالم برمته لما قام به خلال الأيام الأخيرة حيث انه تمكن من إصابة أهدافه خلال ربع ساعة من بداية الهجمات حيث قام بتدمير الطائرات والمدافع المضادة للطائرات ومدرجات المطارات وصواريخ سكود وسام لدى الحوثيين لتصبح الأجواء اليمنية تحت تصرف القوات الجوية السعودية والخليجية، حيث بدأت القوات بتنظيف اليمن الشقيق من الحوثيين وإضعاف القوة العسكرية والنفسية للحوثيين، وحتى يعود الأمن والاستقرار لليمن الشقيق.
حفظ الله بلادنا من كل معتد غادر وحفظ الله ولاة أمورنا وأمدهم بالعون والسند وأيدهم بنصره.
بقلم معالي الأستاذ الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي - سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية ألمانيا الاتحادية