القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي- آمنة عيد - ياسين عبد العليم:
أعرب وزراء وسياسيون مصريون عن تأييدهم لعملية «عاصفة الحزم» التي نفذتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها ضد الحوثيين في اليمن، مؤكدين في تصريحات لـ»الجزيرة» أنها خطوة مهمة نحو إمكانية تصحيح الأوضاع في اليمن والحفاظ على أمنه واستقراره، وشددوا على ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك والدفاع الخليجي المشترك، ومناقشة هذه الجوانب للخروج بنتيجة حول مواجهة الجماعات التي تسعى لتفتيت المنطقة.
وأوضحوا أنه لم يكن هناك بديل عن عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة، خاصة بعد تعنت الحوثيين في الحوار واقترابهم من السيطرة على عدن، وهو ما دفع الحلف العربي للتدخل عسكرياً نظراً لأهمية موقع اليمن الجيوسياسي وأهميته بالنسبة للأمن القومي العربي والملاحي الدولي، وأكد الدكتور علي لطفي رئيس وزراء مصر الأسبق، أهمية الاتفاق حول قوة عربية تكون قادرة على مواجهة أي تعدٍ من جماعات إرهابية. وشدد على ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك والدفاع الخليجي المشترك، ومناقشة هذه الجوانب للخروج بنتيجة حول مواجهة الجماعات التي تسعى لتفتيت المنطقة. وقال لطفي: إن لقاء القمة العربية في شرم الشيخ على قدر كبير من الأهمية سياسيًا واقتصاديًا، موضحًا أن لقاء الملوك والرؤساء بشكل مستمر يساهم كثيرًا في حل الأزمات. وأضاف أن ترك القضايا العربية دون نقاشات بين الملوك والرؤساء يساهم في تفاقمها، وهو ما سيجعل للقمة العربية أهمية كبرى لمناقشة كل التحديات.
من جانبه قال منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة المصري: إن ما يجري في اليمن ليس ببعيد عن الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة، مؤكداً أن إيران أصبحت لاعبا أساسيا في المنطقة العربية، ولابد من التعامل معها بحذر بالغ. وأضاف أن مصر رحبت وشاركت في الضربة التي تم توجيهها للحوثيين باليمن بمشاركة عربية واسعة وقوية، بعد طلب الرئيس اليمني بالتدخل للقضاء على سيطرة الحوثيين على اليمن. وأكد عبد النور أن ردع الحوثيين أمر مهم للحفاظ على الشرعية والاستقرار في اليمن، وإظهار العرب كقوة إقليمية مؤثرة قادرة على حماية أمنها ومصالحها بكل قوة. وأشار إلى أن القمة العربية فرصة لتنفيذ فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة قادرة على مواجهة مخاطر ومحاولات تفتيت الدول العربية.
فيما قال محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق إن العملية العسكرية في اليمن «عاصفة الحزم» ليست بهدف القضاء على الحوثيين، ولكن للعودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، بدون شروط، واصفا الضربة العسكرية بالعملية الجراحية لاستئصال ورم سرطاني. وأضاف أن الخلافات اليمنية الداخلية على مدى التاريخ أثبتت فشل الدولة في حلها، بدون تدخل خارجي، مشيراً إلى أن استمرار الضربات الجوية، سيؤدى لإضعاف الحوثيين، من خلال قطع وسائل الاتصالات. وأشار إلى أن السياسة السعودية في المنطقة شهدت تغييرا كبيرا، في مواجهة الأحداث بالمنطقة. وأكد العرابي أن سلطنة عمان هي أبرز الدول العربية التي يمكنها لعب دور الوسيط في اليمن نظرا لعلاقاتها المتوازنة مع كافة الأطراف هناك خاصة الحوثيين. وشدد على ضرورة إمداد اليمن بالمساعدات الاقتصادية اللازمة لإعادة بنائه وتجاوز أزمته.
وفي نفس الإطار أكد الدكتور حلمي الحديدي وزير الصحة المصري الأسبق، ووكيل مؤسسي حزب الناصري العربي المصري، أن الضربة العسكرية للحوثيين هي رسالة شديدة اللهجة لإيران، ولأي قوى أخرى تظن أن المنطقة العربية أصبحت مرتعا لأعمال الفوضى والتخريب، مضيفًا أن الرئيس السيسي والقادة العرب نجحوا بالفعل في وضع العرب كقوة إقليمية موحدة، متوقعًا أن تشهد الأيام المقبلة إعادة تفعيل دور الجامعة العربية في حل القضايا العربية، بعد أن فشل المجتمع الدولي وتقاعس عن إيجاد حلول لها.
من جانبه قال الدكتور مصطفى الفقي الكاتب والمفكر السياسي المصري: إن العمليات العسكرية التي نفذت ضد معاقل الحوثيين في اليمن كانت نابعة من قرار سعودي عربي بحت، مؤكدًا أن «عاصفة الحزم» هي رد مبدئي على تدخلات إيران في الشأن اليمنى والعربي في الفترة الأخيرة، ورسالة بأن الدول العربية ليست عاجزة. وأضاف الفقي أن السياسة الخارجية السعودية تتسم بالحكمة في اتخاذ القرارات، لكن هناك تخوفات بأن تتحول المعركة إلى عربية فارسية كبيرة جدًا، وهذا وارد بعدما استهانت إيران بالدول العربية إلى حد كبير، من خلال تصريحاتها التي خرجت في الفترة الأخيرة. وأوضح الفقي أن قرار تشكيل قوة عربية مشتركة، يعطى قدرًا كبيرًا من التفاؤل، موضحًا أنه إذا لم تشكل قوة عربية ستواجه الدول العربية موقفًا صعبًا لم تر مثيله من قبل، خاصة أن المخاطر تحيط بها من جميع الجهات. وأكد أن تدخل مصر لمساندة المملكة العربية السعودية، أمر طبيعي ردًا على مساندتها لمصر على مدار الفترات السابقة.
فيما قالت السفيرة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة في مصر: إن الضربات العسكرية التي قامت بها بعض الدول العربية تجاه الحوثيين في اليمن جاءت في الوقت المناسب، لتعطي رسالة مهمة للعالم أجمع بأن العرب لديهم القدرة على اتخاذ على مواجهة خطر التفتيت التي يعصف بالمنطقة العربية في الفترة الأخيرة. وأشارت إلى أن مشاركة مصر في «عاصفة الحزم» جاءت بسبب المخاطر التي تحيط بالأمن القومي للبلاد، فإذا تمكن الحوثيون من الهيمنة على مضيق «باب المندب» سيقطعون الطريق على المجرى الملاحي الدولي «قناة السويس». وأوضحت أنه كان يجب على مصر اتخاذ هذا الموقف على الرغم من التهديدات التي تعيشها على أطرافها الشرقية والغربية، فضلا عن الموجات الإرهابية في الجبهة الداخلية، مشددة على أن الضربات العسكرية رسالة على تحرك عربي قوي في مواجهة التحديات وتأكيد على أن العرب على قلب رجل واحد دون تدخل خارجي.من جانبه طالب الدكتور عمرو الشوبكي البرلماني السابق والخبير السياسي: إن اجتماع القمة العربية لا بد أن يدرس كل التوقعات للرد الإيراني على العملية العسكرية باليمن، ودراسة كيفية التعامل مع كل الخطوات التي قد تتخذها إيران، مشيراً إلى أن هذه العملية تُعد أول اشتباك بين القوات العربية مع أذرع إيران على الأرض. وأضاف أنه لم يكن هناك بديل عن هذه العملية العسكرية التي بدأتها السعودية، خاصة بعد تعنت الحوثيين في الحوار واقترابهم من السيطرة على عدن، وهو ما دفع الحلف العربي للدخول نظراً لأهمية موقع اليمن الجيوسياسي، مشدداً على أن هذه العملية العسكرية ستغير من توازنات القوى على الأرض في اليمن لصالح الشرعية.