مع كل صباح اطلع على الأخبار المحلية المنشورة في صحيفة الجزيرة، ولفت نظري ما نشر بالعدد رقم 15521السبت 8 جمادى الآخرة بعنوان (أمير القصيم يوجه بتمديد مهرجان الكليجا إلى يوم الاثنين) ولذلك أوجب علي أن أتفاعل مع الخبر وأكتب هذا المقال الصحفي الذي فيه أقول: تزدان كل مدينة من مدن بلادي الغالية بالعديد من المهرجانات والمناسبات الاجتماعية، وذلك من خلال بسط أيدي شبابها في تلك المهرجانات لكي تتسابق في نجاح المهرجان، فالشباب العاملون في تلك المهرجانات هم من يجعلونه عالياً محفوراً في الذاكرة، وخصوصاً حينما يكون ذلك الأيدي الشابة مدعومة بالخبرات كما هو حاصل في مهرجان الكليجا السابع والمقام في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة خلال الأيام الماضية، بقيادة رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الأستاذ عبدالرحمن السعيد هذا الرجل الذي جمع الخبرة مع روح العمل حيث استفاد من التجارب السابقة ولو نرجع بالذاكرة قليلاً قبل سنوات حينما استلم السعيد زمام الأمور في البدايات نجد أن هناك اختلافا في العمل بين ذلك الوقت والوقت الحالي ففي البداية ظهرت أخطاء ولكن ليس عيباً أن يخطئ الإنسان بل العيب هو الاستمرار عليه، وهذا هو ما فعله العملي والذكي جداً السعيد فاستطاع يحول تلك الأخطاء إلى نجاح باهرٍ وعملٍ ضخمٍ يشيد به الجميع، بل أجزم أن أبا محمد السعيد أصبح يلعب دوراً بارزاً في نجاح أي مهرجان يديره، فهو العقل المفكر والروح السمحة والوجه المضيء في استقبال الزوار والرجل صاحب الهمة العالية، وأصبح السعيد يملك خبرة كبيرة في مجال مهرجان الكليجا والفعاليات التي أشرف عليها أو التي يترأس مجلس إدارته والمسابقات المتنوعة التي يتولى إدارتها فهو يتلمس متطلبات الأسر المنتجة في المهرجان وهذا مشاهدته بعيني وهو يخاطب الأسر المنتجة ماذا ينقصكم فقد وهب الله السعيد احترافية الأداء ومنهجية الفكر حيث إنه وضع في مهرجان الكليجا لهذا العام لمساته السحرية وأبدع في وضع الخطط والبرامج التي تستهدف الزوار ويحرص على تحقيق مطالبهم ولقد كان مهرجان هذا العام روعة وإتقاناً في الأداء، وهذا دليل على عمل مخلص وتحضير جيد، فلقد وجدنا حركة متميزة من قبل الزوار والجميع يلاحظ هذا العام أنه امتلأت ردهات المهرجان بالزائرين والمتسوقين من مسؤولين وشخصيات ورجال أعمال من سعوديين وأجانب، وهناك تطور ملحوظ في فعاليات وأنشطة المهرجان، إذ بتنا نشاهد في العديمن الأماكن النشاطات والمسابقات التي تشجع على الشراء وبالتالي تحريك عملية البيع وتدفق الكثير من الزوار للاستمتاع بذلك المهرجان في أجواء عائلية جميلة تمتلك الكثير من الخصوصية، ومهرجان الكليجا أصبح بصمة واضحة وعلامة بارزة في روزنامة المهرجانات في القصيم. وبحكم حضوري الإعلامي وجدت أن هناك خلية نحل وليس مهرجاناً، فالعاملون عليه أصبحوا على قلب رجل واحد، بدءاً من شعلة النشاط الأستاذ أحمد الصقري نائب الرئيس التنفيذي الذي صال وجال ونثر إبداعاته في ذلك المهرجان الذي سوف يظل محفوراً في ذاكرة كل مواطن قصيمي مهتم بهذا الموروث الشعبي الجميل، الذي يتم تداوله جيلاً بعد جيل محاكاة لتراث وعبق الماضي، وانتهاء برئيس اللجنة الإعلامية الخلوق الزميل الإعلامي المخضرم سلمان الضباح وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم كما لا يفوتني وعبر هذه الصفحة العزيزة على قلبي أن أنقل هموم الأسر المنتجة والزوار وهو أن يقام مهرجان الكليجا مرتين في العام لما في ذلك من فائدة اقتصادية على الأسر المنتجة وهذا أيضاً بكل تأكيد سوف يعود نفعه على المستوى الاقتصادي بالقصيم بشكل عام كما لا يفوتني أن أعرج قليلاً على سوق الحرفيين والمتزامن والمصاحب لمهرجان الكليجا فهناك عملاً ممتعاً ومسرح أطفال وتراث شعبي وموروث بربداوي أصيل يتواجد فيه الشاب الإعلامي فهد العنزي الذي يثري الزائر بالمعلومات الكاملة ويجعل الوقت ينقضي سريعاً بكرم الضيافة ونصب الخيام وبيت الشعر وشبة النار وجلسة الأوانس... وفي الختام أقول كنت أتمنى وجود صاحب القلب الطيب صاحب الخبرة الثرية فهد العييري الذي سبق وأن عملاً سابقاً في المهرجان لكي يكتمل مهرجان الكليجا ويكون بدراً ساطعاً في سماء القصيم فوجود السعيد والصقري مروراً بالضباح وانتهاء بالعييري مطلب ضروري ولعلي أشاهد ذلك في السنوات القادمة لكي يزداد مهرجان الكليجا عدة نجاحات أخرى قادمة تضاف لنجاحاته الحالية ويكون هناك رسم لوحة إبداعية ممزوجة بطعم كليجا قصيمية ودمتم سالمين..
محمد عبد الرحمن القبع الحربي - إعلامي