«احذر الحليم إذا غضب فليس لغضبته إسكاتٌ».. على مدى سنين عدة مضت وإيران تحرك الدُمى العائدة لها بالوطن العربي فكانت ترسم سياساتها التوسعية بالمنطقة عبر دميتها الببغائية الكبيرة هناك المتوارية في جحور لبنان، فتسمع كل حين عبر هذه الدُمية الببغائية الصوتية جمالية الصورة عن إيران ومن أن إيران تساعد الشعوب العربية في (العراق ولبنان وسوريا واليمن) تلك الدُمية التي استطاعت إيران بواسطتها إلى شق الصف العربي على مدى سنين عدة إلى أن رسمت إيران مخططها في اليمن وذلك من خلال إيجاد تحالف ما بين الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح لتدمير اليمن وضرب وحدته وتقسيمه وتشتيت قبائله وتفكيك مكوناته وأطيافه فقد دغدغت إيران مشاعر المخلوع علي عبدالله صالح بأن يعود للسلطة مجدداً وهو لا يعي أنه مجرد دابة تمتطى لقطع مسافة خارطة خطة الطريق الصفوية ومن ثم تصفيته بعدما يتم تركيع كافة الشعب اليمني وبعدها يصبح اليمن بأكمله بشعبه ورجاله ونسائه وتاريخه العروبي والإسلامي الطويل تحت عباءة التبعية والوصاية الفارسية الصفوية والتي هي بالأساس تكره كل شيء اسمه عربي وتعود جذور هذا الكره إلى عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قام بتركيع الفرس، هنا الفرس يريدون تركيع كل ما هو عربي وأنهم يرون بأن عرقهم الفارسي هو العرق السامي وهو الذي يجب أن يكون له خدمٌ وعبيد من ذلك العرق العربي فوجدوا من يسهل عليهم هذا المراد وهذا الحلم وهي تلك الدُمى في لبنان والدمية التي تحاول أن تقلدها فلا تستطيع في اليمن، إيران حققت أهدافها في العراق وشق الصف العراقي حتى ابتلعته تماماً وأصبح يتبلور عاصمةً لإيران كما يردد ساسة إيران بأن العراق هو عاصمة الإمبراطورية الفارسية المستقبلية، وفي سوريا عندما بدأ فاقد الشرعية بشار الأسد بالتداعي والسقوط حتى قامت إيران ببعث زعامات من القاعدة يقبعون تحت إمرتها إضافةً لإخراج بعض المساجين من سجون العراق والذين أدينوا بالولاء لإيران والمخطط الصفوي كي ينشأ ما يسمى بداعش لضرب انتصارات الجيش الحر ومحاربته واحتلال الأراضي التي يسيطر فلم تقم تلك الصنيعة الصفوية داعش بضرب النظام السوري حتى ظلت تُفسد في الأرض فأدارت بفعلها أنظار العالم عن ما يفعله النظام السوري ومعه أنصار إيران بلبنان في تقتيل الشعب السوري المظلوم والمقهور وهنا استطاع الفرس وبكل مكر في صرف أنظار العالم إلى ما تفعله هذه الصنيعةداعش» وطيلة بداية ظهور داعش لم يقم النظام السوري بضرب داعش بل ظلت البراميل المتفجرة تسقط على الشعب السوري الأعزل، في هذه الأثناء يبقى المشهد على ما هو عليه في سوريا من رضا العالم بما يقوم به هذا النظام ومن ورائه إيران وأنصارها في لبنان والعراق من تقتيل وتهجير للشعب السوري المغلوب على أمره.
هنا قامت إيران بتحريك دميتها في اليمن وذلك من خلال دعمها منقطع النظير بالسلاح والعتاد والمال لتستولي هي والمطية المخلوعة على العاصمة اليمنية صنعاء ومن ثم التمدد وبكل الاتجاهات وبعد الاعتقال للرئيس هادي ومكوثه مدة في أيدي الغزاة استطاع وبمساعدة الشرفاء من اليمنيين الفرار إلى عدن وجعل هذه العاصمة الاقتصادية عاصمةً سياسية مؤقتة لجمع كلمة اليمنيين والاصطفاف من جديد خلف الشرعية التي يمتلكها الرئيس هادي إلا أن الحوثيين ومعهم المطية المخلوع قاموا بمهاجمة المعقل الأخير والحصن الأخير للدولة اليمنية فاستنجدت الحكومة اليمنية بأشقائها من الدول الخليجية هنا كان لِزاماً على المؤمنين نصركم فثارت ثائرة الحر الأبي الملك الجسور سلمان القوة والمنعة والعزة فجاء رده سريعاً هو وإخوته من زعماء الدول الخليجية والعربية ليعلن بدء «عاصفة الحزم» كي تُخلص الشعب اليمني الشقيق من هذه الثُلة المتمردة الفاسدة الفاسقة لتطوق عاصفة الحزم رقاب هؤلاء المخربين العابثين بمقدرات الشعب اليمني الأبي.
هنا قام الدُمية الببغاء في لبنان «بالمكاكاة» والمباكاة على الشعب اليمني حيث ظهر الذهول والاستغراب بادياً على محيا هذه الدمية والخوف الشديد الذي تخفيه ملامحها من هذه الضربة المباغتة لِمُقلدُها في اليمن وللعميل المخلوع هناك، ويظهر كمية العرق المتصبب التي تزيحه من على جبينها خشية أن يكون مصيرها في لبنان كما هو حال ومصير شبيهتها في اليمن.
فدُمية لبنان تعلم بأن حربها مع حبيبة قلبها إسرائيل وصواريخ طائراتها التي لم تصبها بفعل التوأمة التخطيطية فيما بينهما وانسجام المصالح كون هذه الدُمية معول هدم في وجه الاصطفاف العربي ولأن صانعي هذه الدُمية يستحلون عدة أقطار عربية ولكون المشروع «الصهيوصفوي» واحد وهو تقسيم المنطقة العربية ليأخذ كل معسكر حصته من هذه الكيكة الطرية المهلهلة المفككة المتداعية ليصبح ما للفرس من نصيب «ما فوق الأرض لهم وما تحتها لحليفهم الجديد أمريكا» بمعنى ما فوق الأرض من بشر وشجر وحجر للفرس مع تغيير المعتقد لهذه الكيكة وما تحتها من ثروات لأمريكا وطبعاً كيكة إسرائيل بالمناصفة من هذه الأراضي العربية.
هنا جاءت هذه الضربة القاصمة «عاصفة الحزم» ليحزم العرب أمرهم في وجه هذه الأطماع التي تمور من تحت أقدامهم، ولذلك تعلم دُمية إيران في لبنان جيداً بأن لو دارت رحى طحن هذه الطائرات فوق الأجواء السورية واللبنانية لقضي على المشروع الفارسي الصفوي بأكمله بل سوف ينتهي المد الصفوي الفارسي بالعراق إلى أن يمتد الغوث لأرض الأحواز العربية المغتصبة منذ ما يزيد على القرن وها هم أبناء الأحواز من الشيعة والسنة يطالبون زعامات الشعوب العربية لتخليصهم مما هم فيه من اغتصاب لأرضهم العربية وتقتيل لشعبهم واغتصاب لنسائهم، ومن هنا لا بد من إيجاد تحالف عربي شمولي تنظم إليه كافة الأقطار العربية دون استثناء.