تابعنا جميعاً ذلك المساء (عاصفة الحزم)، ورأيت صباح اليوم التالي التفاعل الغير مسبوق من الجميع، لم تخنهم ثقتهم بقواتنا المسلحة ولا قوات التحالف ولم يتسلل إلى قلوبهم خوف ولا جزع! واستمعت إلى التعليقات في المجالس التي كانت كلها فخر بالقيادة الحكيمة لخادم الحرمين وقوة الضربة وأسلوبها المباغت.
كنت دوما أتحدث إلى أحد الإخوة اليمنيين يعمل في محل مواد غذائية قريب من منزلي، ولا أخفيكم استمتاعي بالحديث معه، خصوصا أنه كان يأخذ أخبار الأحداث في اليمن مني لعدم وجود مصدر عنده، هو كبير السن بلحية كثة حريص على الصلاة في مسجد الحي جميع الصلوات المفروضة، وقد لاحظت عليه الإسبال في الصلاة وهذا ما جعلني أشك أنه على المذهب الزيدي، ونحن السعوديين عشنا عشرات السنوات نتعايش مع أهل هذا المذهب في بلادنا لا نجد فيهم ما يختلف عنا إطلاقا، بل إننا حينما كنا صغاراً كنا نعتقد أن النعت (الزيدي) أنها تعني أهل تلك البلاد عامة كعرق وليس مذهب.!
ويعلم الجميع فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله 1395 حين سؤاله عن الصلاة وراء الزيديين وقال بأنه لا يرى الصلاة خلفهم، ثم تراجع رحمه الله في عام 1396وقال نصاً (إن هذه الفتوى التي سبق ذكرها قد رجعت عنها بالنسبة إلى ما فيها من التعميم والإطلاق. لأن الهدف هو الأخذ بالحق والدعوة إليه وأعوذ بالله أن أكفر مسلما أو أمنع من الصلاة خلف مسلم بغير مسوغ شرعي، والواجب أن يؤخذ كل إنسان بذنبه وأن يحكم عليه بما ظهر من أقواله وأعماله) انتهى. وقد قال العالم الزيدي المرتضى بن زيد المحطوري في لقاء تلفزيوني سابق (يا أهل اليمن لا يدخلوكم الحوثيون في حرب شيعية سنية.. الصحابة شرفنا ورموزنا.. يا شعب اليمن لا تتحولوا إلى وكلاء للخارج.. فلا تصدقوا الدجل الديني..) هذا اللقاء كان قبل عاصفة الحزم بوقت طويل، والذي آثار غضبي واشمئزازي هو ما لاحظته من الحوثيين وأعوانهم الذي يعملون الآن على جعل الطائفية هي محرك «عاصفة الحزم» ومشعل حماسها.. فقلت لمن حولي: ما هؤلاء الناس الخبثاء ؟ إنهم يريدون إضفاء الطائفية على هذا التدخل، إن الحروب الطائفية لم تخطر لنا ببال ؟ إن غيرنا هو الذي يفعلها ! إن الإيرانيين هم الذين تحركوا في العراق ولبنان وسوريا واليمن باسم مساعدة أبناء طائفتهم، وزعموا أن الأرض جميعها لهم حتى الأراضي المقدسة، وأن العرب السنة مغتصبون يجب إخراجهم منها.. ماذا أقول لمثل هؤلاء الفرس الناقمين على الإسلام بالدرجة الأولى، إنهم لم يرتدوا عنه لأنهم لم يدخلوا فيه !.. فليحذر منهم الجميع وأولهم إخواننا الزيدية.
أريد أن أخلص من هذا الاستعراض إلى حقيقة أنه لم يكن يوما هناك خلاف بين الزيدية وأهل السنة، إلا في تفاصيل اختص بها علمائهم ولم يعطها العامة أي بال، وهي أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة، ولكنهم يترضون على جميع الخلفاء والصحابة وأمهات المؤمنين، فالاختلاف صغروي وشكلي، ويقع بين المذاهب السنية نفسها، وأن «عاصفة الحزم» هي لإنقاذ المذهب الزيدي من تطرف «أذناب إيران» الذين يريدون تحويل هذا المذهب إلى أداة لسياسة توسعية إيرانية معروفة للجميع، وقد سمعت قصص من الإخوة اليمنيين القادمين من اليمن وكيف كان الحوثي يرشي رؤساء القبائل بملايين من الدولارات ليعبرون من مناطقهم، اتضح فيما بعد أنها مزورة !؟ فهبوا إخوتنا لقتلهم أين ما ثقفتموهم.. أما صالح فقد انفضح أمره بطلبه من قادتنا طلبات الجشع المجنون قبل العاصفة بأيام.. وهذا يكفي ليتبين من هو صالح..!؟
كما يجب علينا نحن الحلفاء إشغال هذا العدو بنفسه، هذا العدو الذي لم يلزم حتى بـ»التقيا» الذي هو أهم عقيدة في مذهب أعد جميع تفاصيله عبر التاريخ، فصرح بعدواته جهارا.. يجب أن نشغله بمساعدة إخوتنا في الاحواز لرد حقوقهم، وفتح ملف الجزر الإماراتية، والعراق وسوريا ولبنان، وكشف الكروت واللعب على المكشوف،، والله من وراء القصد.