حتماً كان القرار الصارم الذي اعتمده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإعلان بدء (عاصفة الحزم)، وتوجيه الضربات العسكريات ضد المليشيا الحوثية في جمهورية اليمن الشقيقة، لتلبية فورية لمطالب الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي، بعيد الخطاب الذي وجهه للملك سلمان، مناشداً فيه دول مجلس التعاون الخليجي التدخل لعقد مؤتمر تحضره الأطياف السياسية اليمنية كافة، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي بمدينة الرياض.
وجاءت عملية (عاصفة الحزم) العسكرية التي شكلت رأس حربتها القوات السعودية لتؤكد للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية وإن كانت حليمة كل الحلم مع الاستفزازات والمنغصات كافة المحيطة والقريبة من حدود الوطن إلا أن للحليم وجهاً عابس الملامح، ما إن تحين ساعة الغضب إلا وتراه صاحب بطش وقوة وفتك في وجه الظلم والجور والفوضى والخراب.
وهكذا كانت سياسة المملكة مع الأحداث الجارية في اليمن، فحينما تمادت المليشيا الحوثية في غيها وتهديدها لمكونات المجتمع اليمني كافة، وتعدى ذلك إلى ملامسة محرمات الدول القريبة، والعمل على تأجيج كثير من الفتن، وتوليها الأجندة الخارجية التي يتم فرضها عليها من قوى إقليمية، كان الموقف السعودي حازماً وصارماً بأن وجَّه ضربته العسكرية المدعومة بالقوة الخليجية والعربية والإسلامية ضد المخططات الأجنبية التي تحاول أن تمس النسيج الوطني والخليجي بسوء.
كثيرة هي مبشرات تلك الخطوة التي بدأتها المملكة ودول الخليج؛ فإضافة إلى تحجيم دور القوى الخارجية التي تحاول استنبات الفكر الحاقد والفاسد في بلاد الخليج كان لروح ومواقف التعاون والتكاتف التي ظهرت عليها البلدان العربية والإسلامية أجمل مثال على أن ما يجمع العرب والمسلمين من معاني الاعتدال والوسطية والمصير المشترك أكبر وأعمق بكثير من كل منغصات التفرق والتشتت الذي تعيشه دول العالم العربي والإسلامي.
- المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم