قطع القرار الشجاع الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالتشاور مع دول الخليج وبعض الدول الصديقة الطريق على عصابة الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي صالح بالقضاء على الشرعية في اليمن وأوقف عبثهم بعد أن تنكروا لوطنهم وانقلبوا على الشرعية المتمثلة في رئيس اليمن المنتخب عبد ربه منصور وحاولوا القضاء على الأصوات الشريفة التي تحفظ للجوار حقه، وهو بهذا القرار الشجاع يضع النقاط على الحروف ويرسل رسائل قوية لإيران وغيرها بعدم التدخل في شؤون الغير، كما أنه يقدم المملكة كشريك فاعل في صنع القرارات المصيرية في العالم؛ لذا فقد حظيت هذه المبادرة بتأييد عالمي واسع نظرا لما تمثله المملكة من ثقل سياسي في العالم وهو ما يوجب الاستمرار في تلك العملية حتى تحقق أهدافها المنشودة على الأرض وتعيد الشرعية إلى وطنها وتحجم تلك العصابة الحوثية البغيضة؛ لذا فليكن جميع أبناء الوطن صفا واحد وجندا في عاصفة الحزم حتى تحقق أهدافها، كما وأنه وتجاه ما يحدث بات لزاما علينا تعزيز الأمن والمواطنة والولاء لهذا الوطن ولا يكون ذلك إلا بإيجاد ثقافة أمنية شاملة وهي مهمة مناطة بجميع شرائح المجتمع السعودي لنتمكن بذلك من بناء سياج أمني قوي يعمق في النفوس حب الوطن والفخر بالانتماء له، والطاعة لولي الأمر، والنصرة، والعمل والتكاتف على الخير, هنا فقط يقوم أبناء هذا الوطن بواجبهم بأمانة وإخلاص على اختلاف مراكزهم ومواقعهم كما لا بد أن يتحول المواطن من دور المستفيد إلى المشارك ومشاركته هنا ليست طوعية و إنما هي ضرورية فالمواطن جزء من معادلة التكامل بين المواطن والدولة، كما يجب علينا جميعاً أن نكون عينا ساهرة على أمن الوطن وألا نتردد في إبلاغ الجهات الأمنية عن أي مظهر يخل بالأمن والاستقرار من باب التعاون وتطبيقا لقوله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (2) سورة المائدة, فالأمن الوطني مسؤولية جماعية. حفظنا الله وحفظ أمتنا من كل مكروه وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وألجم ودحر كل عدو وحاقد يريد المساس بأمن هذا البلد الطاهر، والله الهادي إلى سوء السبيل.