«1»
تعرية
كلما دخل قاعة الامتحانات وخرج كان يتفاخر بأنه حل كامل الأسئلة قبل الجميع وواثق من النجاح، وكان كل ما يقوله يحدث فعلا حيث ينجح وبتفوق كبير ويكون الأول على زملائه بالمعهد وليس الفصل.
ظل متفوقا في الاختبارات الشهرية والنهائية هناك من كان يشك في الأمر وينتظر أن ينكشف كونه خلال وجودة بالفصل وأثناء النقاشات لا يشارك كثيرا وغير متميز في يوم من الأيام انكشف المستور أمام الشخص الذي كان يشك، حيث كان ذلك المتميز المتفوق غشاشا من طراز نادر، فسرعان ما توزع ورقة الامتحان يقوم فورا بإخراج وريقات الغش ويبدأ النقل منها ثم يخفي الأوراق بسرعة في حالة مداهمة ما له من قبل المراقبين.
فقد ظل على هذه الحالة يمارس أسوأ عادة فكان ما عليه هو أن ينتظر مرور نصف الوقت لكي يسلم ورقته للمراقب مزهوا بأنه تمكن من الإجابة بشكل مذهل وغامض.
لكن رغم انكشاف أمره أمام زميله إلا أنه لم ينكشف أمام باقي الزملاء كونه حذر، لكن الشيء الأخطر هو أن ذلك الممارس للغش كان يتحصل على بعض الأسئلة وإجاباتها من المعلمين الذين يعبثون بأمانة العلم بل يكونون ضعفاء أمام إغراء المادة حينما يطلعونه على بعض الأسئلة بمقابل مادي كبير وهذا هو أخطر الأمور وأسوئها.
«2»
حالة سُكَّر
كالعصفور أو النحلة كان يتنقل ويلعب ويلهو ويبتسم ويمازح ويداعب الآخرين كان سعيدا بالضيوف الذين غص بهم المكان، كما كانوا سعداء به.
واصل اللعب والقفز هنا وهناك وكانت عينا والده لا تغيبان عن متابعته بكل محبة وخوف وحذر وكأنهم يتوقعون حدوث شيء لا يعرفه الحاضرون، كان الطفل محط اهتمام المدعوين كافة لخفة دمة وابتسامته التي لا تفارق محياة وكان يوزعها على الجميع.
فجأة حدث ما كان يتوقع والده حيث سقط الطفل أرضا وسط ذهول الجميع كالجثة الهامدة لوقت ليس بالقصير تدافع الجميع لإسعافه وحمله ومعرفة ماذا أصابه، كل يخمن حسب فهمه وتصوراته لحالة الإغماء فيه.
لكن المفاجأة أذهلت الجميع عندما أخبرهم والده أن ما حدث هو غيبوبة سكر (وراثة) كونه مصابا بالسكر فورثه عن أبيه، وما هي إلا لحظات حتى أفاق بحمد الله وعاد كما كان فتنفس الجميع الصعداء عندما شاهدوا ابتسامته من جديد، منهم من ابتسم وهو يبكي في نفس الوقت..
- محمد بن عبدالعزيز اليحيا