كتب - عبدالرحمن التويجري:
معتادون أن نسمع كلمة كذبة بيضاء كثيرًا، لكن أن نسمع عن كذبة حمراء، هذا شيء جديد علينا، فما معناها؟ وإلى أي أمر ترمي هذه الكلمة؟، هذا ما يتطرق إليه الكاتب السعودي سلطان العثيم، في مؤلفه الجديد (كذبة حمراء)، الصادر مؤخرًا عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) .
(كذبة حمراء) هو حصيلة نوع من النظر النقدي، المستند، إلى خلفية معرفية نظرية وتجربة حياتية، وممارسة تطبيقية، في مقاربة الواقع الاجتماعي العربي، وهذا النوع ينطلق من خلال عملية “الهدم” ثم “البناء”، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع أو الخطاب السائد.
يقول المؤلف سلطان العثيم، في ثقافتنا العربية شاع أن نكسي الكذبة الخفيفة بوشاح الدلال بتسميتها “كذبة بيضاء”، ليتم تمريرها على الناس، وتهضم من دون تلبك معوي، لكن على الضفة الأخرى، ثمة أكاذيب أكثر خطرًا تعيش في عقولنا وتسيطر على واقعنا، وإن أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها “كذبة حمراء” ولكن ليس لهضمها، بل لطهر أرواحنا وعقولنا منها، ونعلن التوبة النصوح من اعتناقها والإيمان بها، وحينها فقط ستشرق علينا شمس جديدة تلتهم ظلام الجاهلية وظلم الإنسان وتناقضات الواقع.
ويتابع المؤلف متوجهًا إلى القارئ بالقول، أمنيتي أن تراجع الكثير من أفكارك وتقاوم طريقها لأن سلوكياتنا تتكئ على بينة الأفكار، فلا سلوك أو تصرف أو عمل إلا وينطلق من منصة الأفكار والقناعات التي تعيش داخل صندوقك الأسود “الجمجمة”، فانطلق في رحلة تحتاج منك قلبًا نابضًا بالحياة وعقلًا متفتحًا على المراجعة والتفكر، ولا تنسى أنت تكون علامة التميز وأيقونة العبقرية ونجم الريادة ولا تسلم بالسائد والشائع، بل ابحث لنفسك عن طريق الخلود وارفع راية الحق والعلم أمام رايات الجهل والخرافة وسوف يجتمع حولك الناس فأنت من المجددين.
يضم الكتاب ثلاثة وأربعين موضوعاً جاءت تحت العناوين الآتية: عيب عليك!، يا سعدهم، مهندس أو طبيب!، نيران صديقة، أجمل أزمة!، صباح الحب، الماضي المقدس، التعلق المجنون، كتيبة الفضوليين، وغيرها من المواضيع ذات صلة.