تبدأ وزارة التعليم بتطبيق التعليم الشامل في 6 مدارس نموذجية مع بداية العام الدراسي المقبل 1436 - 1437هـ، وذلك ضمن المرحلة الأولى تنفيذًا لتوجيه معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل بتجهيز مدارس التعليم العام للتعليم الشامل، الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا خلال رعايته حفل تكريم المتدربين من ذوي متلازمة داون في شركة تطوير للخدمات التعليمية تزامنًا مع الأسبوع العالمي لمتلازمة داون.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور محمد بن عبدالله الزغيبي أن الشركة تعمل على خطة تشغيلية لتطبيق التعليم الشامل في المملكة العربية السعودية، من خلال إنهاء تأسيس وتصميم أدلة إجرائية لتكون المرجع الأساسي يستند عليه في تنفيذ التعليم الشامل في مدارس التعليم العام، تمت بالتعاون مع أعرق الجامعات المهتمة بالتربية الخاصة هي جامعة أوريغون، لتوفير مواصفات خاصة في المباني المدرسية، ورفع كفاءة البنية التحتية، وكذلك تفعيل دور التقنيات المساعدة، واستراتيجيات التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء اليوم الدراسي وفق ضوابط ومعايير علمية عالمية معتمدة، وتدريب مشرفين ومشرفات ومعلمين ومعلمات على تنفيذها.
وأوضحت أ. علياء البازعي المشرفة على مشروع تطوير التربية الخاصة أنه تم تدريب معلمي ومشرفي التربية الخاصة بالتعاون مع خبراء من مجلس الأطفال الاستثنائيين Council for Exceptional Children(CEC) في الولايات المتحدة الأمريكية، على محاور من أهمها: نظام للتدخل المبكر، والبرنامج التربوي الفردي، والتقنيات المساعدة، وإستراتيجيات التدريس المستخدمة مع كل إعاقة، وبرنامج التدخل لدعم السلوك الإيجابي، وإعداد مساعد معلم، وكيفية توفير الخدمات الانتقالية والمساندة، والمساهمة في خطة دعم الأهل، والتكييف والتعديل للمنهاج بالتعليم العام، وذلك لتغيير المفاهيم تجاه مفهوم التعليم الشامل، وهو دمج الطلاب المعاقين (الإعاقة بأنواعها) بالطلاب العاديين داخل الفصل الدراسي في جميع مراحل التعليم العام، من خلال تزويدهم بمعرفة المفاهيم والأسس التي يرتكز عليها تخصص التربية الخاصة، وتحديد أنماط تقديم الخدمات لهذه الفئة والبدائل التربوية، والخدمات المساندة، والبرامج التأهيلية، إضافة لمعرفة مراحل وخصائص النمو، والفروق الفردية، والأسباب العامة للإعاقة، وشرح أساليب القياس والتقويم في مجال التربية الخاصة، واستخدام طرق التدريس المناسبة، وتصميم البرامج السلوكية، وتطبيق إستراتيجيات تنمية المهارات الاستقلالية لذوي الاحتياجات التربوية الخاصة.
وبيّنت أن مشروع التربية الخاصة يستعد لتنفيذ التعليم الشامل على ست مدارس بمدينة الرياض؛ لتكون نواة أولى للتطبيق الناجح والعادل لجميع الطلاب (ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة أنواعها وفئاتها، والعاديين، والموهوبين)، ثم التوسع لكافة مناطق ومحافظات المملكة، وذلك بعد وضع معايير الوصول الشامل لاختيار المدارس، وإعادة تنظيمها وترتيبها بما يتلاءم مع احتياجات الطلاب ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة المختلفة والمتنوعة، كما حرص المشروع على إعداد حقائب لتدريب جميع منسوبي المدرسة (هيئة إدارية، وتعليمية، وطلاب، وأولياء أمور) لضمان تطبيق التعليم الشامل بالشكل الصحيح، وتحقيق أهدافه لاستفادة الطلاب، وإعادة تأهيل معلمي التربية الخاصة للتحول من معلم متخصص في إحدى الإعاقات إلى معلم شامل يخدم جميع الطلاب ذوي الإعاقة، كذلك تدريب معلمي التعليم العام على كيفية التعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة داخل الصف العادي. إضافة لتركيز مشروع تطوير التربية الخاصة بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية الخاصة، على المتابعة والإشراف، وتقديم التغذية الراجعة، والاستشارات، من خلال الزيارات الميدانية لتلك المدارس والحلقات التنشيطية.