ارفع رأسك أنت سعودي... طيبك جاوز كل حدودي
مالك مثيل(ن) بالدنيا... غيرك ينقص وأنت تزودي
هذان بيتان من مطلع أجمل قصيدة لأمير شعراء هذا الزمان (خالد الفيصل) من يصدّق أني تذكرتها فوراً بعد الأوامر والقرارات الملكية الأخيرة، التي أصدرها وتكرّم بها والد الجميع، وقائد هذا الوطن الغالي، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،- سلمه الله- من كل شر، وأطال في عمره، ذخراً للإسلام والمسلمين، ولشعبه الوفي الأمين، الكل شنّف آذانه، وشخص بصره، في شاشات التلفزيون السعودي، فور ما علم أن ثمة أوامر ملكية، سيُعلن عنها بعد قليل، خلت شوارع الرياض، وبالتأكيد شوارع المدن الرئيسة، قال لي جاري ذيْك الليلة، كنت في سيارتي من طريق عثمان بن عفان بالرياض متجهاً باتجاه الغرب إلى طريق الملك فهد، وفوجئت بعدم وجود سيارة واحدة في هذا الطريق، وقد صُدمت، لكوني لا أعلم شيئاً عن تلك الأوامر الملكية، الملك سلمان لم يُخيّب ظن أبنائه المواطنين في تلك الليلة السعيدة، أوامر كثيرة حملت في طياتها، تجديدا في دماء الحكومة، وخيرا وفيرا، قدمه المليك المفدى على مائدة كرمه، سحابة الملك سلمان في ذيْك الليلة، غطّت أرجاء الوطن، شمل خيرها، الموظفين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، والطلبة، والجمعيات الخيرية، وفئة المعاقين، والضمان الاجتماعي، والأندية الأدبية، والأندية الرياضية، وحتى المسجونين من المواطنين والمقيمين، شملهم سخاء مقامه الكريم، مكارم الملك سلمان، باتت حديثا يتلى على كل لسان، كبُر أو صغُر، ألسن تلهج بالدعاء لهذا الملك الإنسان، الحريص على وطنه وعلى رفاهية مواطنيه، أبافهد، الشهم، كان متربعاً في سويداء القلوب، منذ عرفه الشعب السعودي الوفي، أميراً لمنطقة الرياض، وقريباً من ملوك هذه الدولة العزيزة، مما جعله ملكاً بجوار ملك، حتى استلم الأمانة، وكان بحق، خير خلف لخير سلف، استطاع - حفظه الله- من اليوم الأول أن يضع بصمته، ويحدد خارطة طريقه، ويريح البلاد والعباد، من القيل والقال، والخوف والهلع، كيف لا! ونحن نرى من حولنا، تشتعل فيه النيران، ليس بيننا وبينهم، سوى مرمى حجر، لكنه بحكمته وحنكته وخبرته، بث الأمان والراحة والاطمئنان في النفوس، وألجم المتربص، حجراً تلو الحجر، فأبحر بسفينتنا إلى شاطئ النجاة، ملك أسس بفضل الله وكرمه، لثلاث مراحل قادمة على الأقل، عندما سارع بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ولياً للعهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولياً لولي العهد،ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بحقيبة الداخلية، إدراكاً منه - حفظه الله- بقيمة هذا الفارس وحضوره الفاعل في مكافحة الجريمة والإرهاب وحفظ الأمن الوطني، عندما تُجري قراءة سريعة للتعيينات الوزارية، ومافي حكمها، يتولد لديك شعور منذ الوهلة الأولى، مفاده، عزم القيادة الرشيدة، بمنح الشباب فرصة حمل المسئولية وتحملها، لتقديم مالديهم من عطاءات وإبداعات، لخدمة هذا الوطن ومواطنيه، لاشك أن هذه الحقائب الوزارية، التي تسلمها، وزراء شباب، كله حيوية، لابد لها أن تغير ثوبها، لتلبس رداء الإنجاز والشفافية، لتحقق آمال وتطلعات القيادة من جهة، والمواطن من جهة أخرى، ونحن باعتبارنا أبناء لهذا الوطن الغالي، نفخر ونفاخر به، خرجنا من رحمه، أباً عن جد، وعاصرنا عهود ملوك هذه الأسرة المالكة الكريمة، بكل ما فيها ومعها من خيرات وأمن وأمان وراحة واطمئنان، في الحقيقة التي لا تقبل الجدل ولا المواراة، نحن فخورون بما تحقق على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، هذه الأيام، للوهلة الأولى، من تغييرات وزارية، ومكارم مالية، زرعت البسمة على شفاه المواطنين وأسعدتهم، وجعلت الجميع يعقد الآمال العريضة على الوزراء الجدد الذين نالوا ثقة القيادة، كما أننا في الوقت الذي نشاهد فيه، دولاً، تتساقط، كما الفخار، بفعل تهورات قادتها، وأبنائها، واستجلابهم الأعداء لأوطانهم، كي يدمروها، ويهلكوا فيها الحرث والنسل، أو منح الفرصة للتنظيمات الحركية المتشددة، لتتحدث باسم الإسلام، وهو من تصرفاتها الهوجاء، براء، ابتعد هؤلاء عن الحكمة التي يتمتع بها قادتنا الشرفاء، فاشتعلت بلدانهم نيران تلظى، رأينا كيف يُمثل بالجثث، ويُحرق الأحياء، في أبشع صور تشوه بها، سماحة الإسلام، رأينا محاولات الأشرار من أتباع هذه التنظيمات المتشددة، الشيطانية، كيف تحاول استعطاف شبابنا، وغسل عقولهم، ليلتحقوا بها، ويلقوا حتفهم على أيدي طغاتها من أصحاب السوابق وخريجي السجون، نحن في هذا البلد الأمين آمنون، مطمئنون، سالمون من الشر والأذى، ينبغي علينا جميعاً أن نعي اللعبة القذرة التي يمتطيها الأشرار، خاصة من أصحاب الفكر الضال، ونستشعر النعمة التي نتفيأ ظلالها، تحت راية هذه الدولة التي يُحكّم قادتها، الشريعة السمحة، ويستوجب علينا الحال، رفع رؤوسنا، أمام كل من نظنه عدوا متربصا بنا، لنقول له، قف عند حدودك، نحن سعوديون، فخورون بديننا، ثم بوطننا، وقيادته احكيمة، متمثلة بهذه (الأسرة الكريمة) التي هي مصدر عزنا بعد الله، نتمثل قول أمير شعراء زماننا، دايم السيف (ارفع رأسك أنت سعودي.. غيرك ينقص وأنت تزودي) ودمتم بخير.
dr-al -jwair@ hotmail.com