تكريت - بغداد - نصير النقيب:
أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن سيطرة القوات المشتركة على المجمع الحكومي والقصور الرئاسية وجسر العلم في تكريت، وأشارت إلى مقتل العشرات من مسلحي تنظيم (داعش) وتدمير آلياتهم، وفيما أكدت أن التنظيم يسيطر على عمق المدينة فقط، أشارت إلى أنه سيتم تحريرها قريباً وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في بيان صدر عنه إن «القوات الأمنية أحرزت تقدماً كبيراً وسريعاً في عملية تحرير مدينة تكريت من عناصر تنظيم (داعش)»، مبيناً أن «مسلحي تنظيم (داعش) يتعرضون لانتكاسة كبيرة وبدأوا بالهروب لعدم قدرتهم على مواجهة القوات الأمنية»وأضاف معن أن «القوات الأمنية وبإسناد من الحشد الشعبي فرضت سيطرتها على المجمع الحكومي ومبنى محافظة صلاح الدين والقصور الرئاسية والمراكز الأمنية والدوائر التابعة لوزارة الداخلية كمديرية المكافحة والشرطة المحلية»، مشيراً إلى أن «القوات المشتركة سيطرت أيضاً على جسر العلم الذي يربط داخل تكريت»و أن «العشرات من الإرهابيين اغلبهم انتحاريون قتلوا خلال تلك العملية فضلاً عن تدمير عدد كبير من الآليات التابعة للتنظيم»، لافتاً إلى أن «عمليات التقدم كانت مصحوبة بمعالجة الجهد الهندسي للعبوات الناسفة والمنازل المفخخة كون كل شيء في تكريت كان مفخخاً»وأكد معن انه «لم يتبق إلا عمق المدينة بيد تنظيم (داعش)»، متوقعاً أن «يتم إعلان عن تحرير كامل المدينة قريباً»وكانت قيادة عمليات صلاح الدين قد اكدت أن تسعة من عناصر القوات المشتركة قتلوا بانفجار عبوة ناسفة بالقرب من مستشفى تكريت، جنوبي المدينة وفيما اشارت إلى أن 750 متراً تفصل تلك القوات عن القصور الرئاسية، أكدت بقاء ثلاثة أحياء فقط تحت سيطرة تنظيم (داعش)، وسط تكريت.
وكانت قيادة قوات الشرطة الاتحادية قد افادت بأن القوات الأمنية وقوة من الحشد الشعبي طهرت المجمع الحكومي ومستشفى تكريت العام من عناصر (داعش) ورفعت العلم العراقي فوقهما، وفيما بيّن أن عملية الاقتحام جاءت بعد يومين من القصف المتواصل على عناصر التنظيم من المحور الجنوبي لتكريت، أكد مقتل 35 عنصراً من (داعش) خلال العملية وتفكيك أكثر من 300 عبوة ناسفة. من جهة اخرى أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه حيال الازمة الامنية في العراق وآثارها على المدنيين، ولفت الى ان خطر حدوث موجات هجرة اضافية تفوق القدرات المحلية والدولية مايزال قائماً، وفيما اشار الى أن الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان قد عملتا من دون كلل أو ملل لمضاعفة جهود الإغاثة الطارئة للمتضررين من أعمال العنف، دعا الحكومة العراقية الى بذل كل ما في وسعها لضمان إستعادة سيادة القانون ووضع الجماعات المسلحة المتطوعة التي تقاتل إلى جانب الحكومة تحت سيطرتها.
وقال بان كي مون، في بيان صدر عنه على هامش لقائه برئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري، «أنا مدرك ومقدر لالتزام القيادة العراقية بالمحافظة على زخم جهود المصالحة الوطنية والوحدة»، معرباً «عن قلقه إزاء مزاعم وقوع عمليات إعدام بإجراءات موجزة واختطاف وتدمير للممتلكات على يد قوات وميليشيات تقاتل الى جانب القوات المسلحة العراقية»واوضح كي مون، «لقد عانى الناس من مستويات مهولة من الخسائر في الارواح نجمت عن هذه الموجة الجديدة من أعمال العنف، بما فيها العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث نزح أكثر من مليوني ونصف المليون شخص، ولا يزال الضرر يطال على نحو خاص مكونات الأقليات والنساء والأطفال»و أن «المدنيين الذين تم تخليصهم من وحشية داعش لا ينبغي عليهم بعد ذلك أن يخافوا مخلصيهم، فلا يمكن لشكل من أشكال العنف أن يحل محل شكل آخر منه»، داعياً «حكومة العراق على بذل كل ما في وسعها لضمان إستعادة سيادة القانون والحكم في المناطق التي تحرر من سيطرة داعش فضلا عن وضع الجماعات المسلحة المتطوعة التي تقاتل الى جانب الحكومة تحت سيطرتها»، مشيرا الى أن «إرث العراق الثقافي النفيس لم ينج ايضاً، وأنا أدين بشدة تدمير المواقع الأثرية في مدينتي حضر ونمرود الأثريتين وغيرها من الأماكن»، معرباً عن «دعمه لجهود منظمة اليونيسكو الرامية لحماية المواقع الثقافية من الخطر الذي يتهددها وهو ما يتعين علينا أن نتحد لحماية التراث الإنساني المشترك»