هدى بنت فهد المعجل
الآراء التي تُطرح حيال موضوع أو قضية ما وتُفعّل أو تناقش ويتم تبادل وجهات النظر بشأنها، بالتالي تأخذ مساحة غير هينة من اهتمام المختصين والمسئولين والعارفين، حيث ينظر لها من عدة زوايا لا زاوية واحدة.
ومن جهة إيجابيات الموضوع والقضية وسلبياتها، ثم تنتهي النقاشات على إصدار قرارات تأمر بتنفيذها, فإن الذي يفترض من الجهة التابعة لها أن تنفذ ما أمرت بتنفيذه دون تراخٍ أو تهاون وتقصير, من ذلك قرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء القرار الذي أيدته فئة واعترضت عليه وعارضته فئة. للمؤيد وجهة نظره لا تقل قيمة عن وجهة نظر المعارض أو المعترض لكن الذي لمسناه من قرار فرض الرسوم على الأراضي البيضاء أن سيؤسس الأراضي لمستويات سعرية جديدة بالتالي يعيد التوازن لها ولأسعارها. ومتوقع أن يكون هذا القرار بداية عهد جديد في قطاع الإسكان ونحن نرى التشوه العمراني في الأحياء وبعض المخططات جراء كثرة الفراغ العمراني فيها. رسوم الأراضي من شانها أن تصحح الخلل المشاهد علماً بأن هذا التصحيح سيتوقف على «آلية التنفيذ». حسب المسح للأراضي فإن المطورة منها أقل بكثير من الأراضي البيضاء وفي ذلك تشويه وخلل عمراني بجانب أن في ذلك احتكار مساحات فاضية. رسوم الأراضي لا نعتبره الحل النهائي لمشكلة الأراضي والإسكان لكنه جزء من حزمة حلول تنتظر التفعيل والطرح والمناقشة والتدارس. لاشك أن القرار سيضر بتجار العقار بالتالي سيبحثون لهم عن مخارج وربما يستغلون، من يريدون الاستغلال، الثغرات الموجودة في آلية وترتيبات التنفيذ لإيجاد مخرج لهم لكنهم في النهاية مطالبون بالتجاوب مع القرار إذا ما أيقنوا أنه يصب في خدمة الوطن والمواطن, حيث ليس العقار تجارة ونماء مال على حساب مواطن لا يجد أرض يبني عليها منزله!.
يكفينا من إيجابيات فرض رسوم على الأراضي تجربة مدينة «هاريسبرج» في ولاية بنسلفانيا الأمريكية عندما حققت، بفضل الرسوم، مستوى عال من التوظيف لأراضي المدينة انعكس إيجابياً على تنمية المدينة وعلى تطورها بصورة لم تكن ممكنة قبل إقرار فرض الرسوم على الأراضي.
ذكر كاتب المقال د. عبدالرحمن السلطان عن مدينة «هاريسبرج» أنه حتى عام 1982 عام قرار الرسوم كانت في وضع متردٍ، حيث كانت تصنف كثاني أسوأ مدينة أمريكية من حيث الاهتراء وتدهور المباني وكان سكانها يهجرونها بسبب ارتفاع معدلات البطالة والجريمة وتزايد المباني المهجورة أو رديئة المستوى. لكنها وبفضل الضريبة وبحلول عام 2004 كانت الأراضي غير المستغلة في المدينة قد انخفضت بنسبة 85%، وأصدرت المدينة 32000 رخصة بناء، وأعيد تأهيل أكثر من 5000 منزل، وأصبحت المدينة مركز جذب لمؤسسات الأعمال بحيث ارتفع عددها بين عامي 1982 و2004 من 1908 إلى 8864 منشأة تجارية، وتحسن الوضع المعيشي في المدينة وأصبحت مركز جذب سكاني بعد أن كانت طاردة إلى حد أنها وصفت في عام 2010 كأفضل مدينة أمريكية لتربية أطفال. نعتبر هذا المثال أحد الأمثلة التي نعتمد عليها في إثبات إيجابية قرار فرض الرسوم على الأراضي. إذاً على من يرى أن القرار قراراً سلبياً أن يدلي بأمثلة تؤكد رأيه ورؤيته.