الجزيرة - خالد المشاري:
بمناسبة تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - لافتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - تحت عنوان «الفهد روح القيادة» اليوم الثلاثاء في مدينة الرياض، قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز بتأليف كتاب عنوانه «فهد بن عبدالعزيز آل سعود .. صور لها تاريخ»،
كتاب يحكي أحداثاً مصورة للملك الراحل مع العديد من زعماء العالم، كتاب استغرق إعداده ما يزيد على خمس سنوات كان العمل خلالها متواصلاً بغية توثيق الصور بشكل علمي عن طريق الرجوع إلى المراجع العلمية والمصادر المتنوعة من وثائق وكتب ومطبوعات وأشخاص معاصرين، من أجل أن تكون الصور مستوفية عناصرها الرئيسة من حيث الزمان والمكان والأشخاص، ومن أجل مراعاة جانب الدقة في توثيق المعلومة مع الأخذ في الحسبان عامل الترتيب الزمني لكل صورة من صور هذا الكتاب وتضمينه بعض المختارات من كلماته ولقاءاته وتوقيعاته - رحمه الله - والتي اقتضى الموقف ذكرها ليكون الكتاب أكثر توثيقاً مما سيمكن الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالتاريخ السياسي عامةً وتاريخ المملكة العربية السعودية خاصةً من أن يجدوا مادةً خصبة فيها الكثير من المعلومات التي تروي تاريخ قائدٍ عظيمٍ كافح حتى بنى دولة عصرية متطورة، ونهض بها ليجعلها في موقع الريادة والطليعة بين الدول.
ومما قاله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز في تقديمه لهذا الكتاب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي تاريخ الأمم رجال هم التاريخ، سطروا بجهودهم، وصنعوا بإنجازاتهم، وكتبوا بتضحياتهم ملامح تاريخ دولهم، وذلك شأن العظام من قادة الأمم الخالدة، الذين تركوا بصمات واضحة وأثاراً باقية، وسجلاً حافلاً بالمنجزات المجيدة والمآثر الفريدة، رجال أثبتوا مقدرتهم على إدارة شؤون رعاياهم وبناء أوطانهم بمسؤولية عالية وبعزيمة لا تلين، وثبات لا يعرف الهوان، فحققت إنجازاتهم ومآثرهم حضوراً فاعلاً وعطاءً متميزاً، وإشعاعاً منيراً يضيء دروب الأمل للأجيال في كل زمان، وتاريخاً مجيداً ناصع البياض، يبقى شامخاً وشاهداً على عظمة هؤلاء الرجال على مدى الأيام، فالتاريخ يصنعه الرجال بأفعالهم وإنجازاتهم قبل أن تكتب أحداثه الأقلام بأحبارها.
وما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - خامس ملوك المملكة العربية السعودية - رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته - إلا أحد هؤلاء الرجال الأفذاذ والقادة العظام، الذي رحل عنا في جسده، ولكن آثاره وفضائله وإنجازاته بقيت محفورة في قلوب وعقول شعبه حباً وتقديراً وإكباراً، ترك بصمات عز وشرف واضحة في التاريخ السعودي والعربي والإسلامي والعالمي، فكان رمزاً لذاكرة وطن، وفصلاً مميزاً من ذكرياته، أسهم في بناء حضارة إنسانية عظيمة، ما زال الجميع يفاخر بها بين الأمم المتحضرة، قاد بلاده وشعبه إلى تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم إلى حيث المكارم والتقدم والازدهار، ووفر لشعبه الرفاهية والاستقرار، وبسط الأمن والأمان في بقاع الوطن الطاهرة، وأكد للعالم أنه من صناع التاريخ الحديث ومن قادته العظام.
لقد ترك الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - آرثاً وتاريخياً عظيماً تجسد من خلاله ما قام به من أعمال جليلة وإنجازات فريدة في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة، كيف لا وهو ابن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي نسج أكبر ملحمة وطنية (ملحمة التوحيد) التي من خلالها نشأت علاقة من المحبة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم في داخل هذا الكيان الشامخ، ليتحقق العدل والأمن ويسود الاستقرار ويعم الرخاء.
إن كتاب «فهد بن عبدالعزيز .. صور لها تاريخ» الذي بين أيدينا الآن، هو كتاب يسعى إلى استنطاق صور شهدت على حقب من الزمن، و واكب مناسبات وأحداثاً مهمة، لتروي لنا جزءاً وفصلاً من تاريخ هذا الملك الهمام، تستعرض مواقفه التاريخية وإنجازاته المشهودة، سواء على الصعيد الداخلي والأقليمي والدولي، لتكتمل الصورة الحقيقية لمسيرة العطاء والإنماء في هذا الوطن المعطاء.
و«الجزيرة» تقدم نبذة من الصور الثمينة والمميزة التي احتواها هذا الكتاب لهذا القائد المحنك -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.