أكد لـ«الجزيرة» المتحدث الرسمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ocha إياد حسن، تكامل الدور بين العمل الإنساني للمنظمة الدولية وبين الشق السياسي فيما يتعلق بالقضية السورية، مستدركا بأنهم في مجال العمل الإنساني يحاولون جاهدين التخفيف من معاناة المواطنين والنازحين واللاجئين السوريين وإيصالهم إلى بر الأمان، لحين التمكن من التوصل إلى حل سياسي.
وفي إجابته عن سؤال لـ«الجزيرة» حول جدوى التوجه إلى استثمار الدعم المقدم من الدول المانحة في مشروعات تنموية ذات عائد مستمر وأثره في التخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين السوريين في ظل غياب الحد الأدنى من الاستقرار والأمن، قال إياد حسن: هناك ثلاثة قرارات صدرت عن مجلس الأمن تطالب أطراف النزاع كافة بإعطاء العاملين في حقل العمل الإنساني حقوقهم في ممارسة عملهم، كما أن هناك القانون الدولي الإنساني الذي يفرض على هذه الأطراف المتنازعة في سوريا أن تستثني المدنيين من ويلات الحرب، ومن لا يلتزم بهذا القانون فعلى المجتمع الدولي أن يحاسبه.وحول وجود توصيف أو تعريف دولي لأطراف النزاع في سوريا، لفت إلى أن كل من يحمل السلاح في مواجهة الآخر هو طرف في النزاع وفقا للقانون الدولي الإنساني.وقال إياد حسن في ندوة بعنوان «الدور المتنامي لدول الخليج في دعم العمل الإنساني في المنطقة والعالم» نظمت بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا، إن العاملين في المنظمات الانسانية التابعة للأمم المتحدة يشاركون في مؤتمر الكويت للمرة الثالثة لجمع التبرعات لمساندة السوريين في محنتهم، موضحا أن أعمال الإغاثة ركزت في السنوات الأخيرة على توفير الغذاء والرعاية الطبية للمحتاجين، مشيرا إلى أن المجتمعات المضيفة والقرى والمدن الحدودية مع سوريا لم تكن لتستوعب هذا الكم الكبير من اللاجئيين لولا المساعدات الإنسانية.وقال حسن إنه «ينبغي على مؤتمر المانحين أن يضع حدا أو حلا لقضية اللجوء إذ يجب أن يتوقف هذا التدفق إلى خارج سوريا عبر التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية»، داعيا المجتمع وجميع الأطراف إلى تحمل مسؤوليتها وإيجاد حل سياسي لوقف النزيف والصدع الذي حدث في النسيج السوري.وأضاف: نحن كعاملين في المجال الإنساني ملتزمون بمواصلة جهودنا الإنسانية لكننا نحتاج إلى دعم سياسي ومالي لمساعدة الشعب السوري»، مضيفا أن هناك 72 عاملا إنسانيا فقدوا أرواحهم بسبب ما يقومون به من عمل إنساني منهم 45 من الهلال الأحمر السوري.
وتابع حسن: نحتاج إلى تنفيذ برامج بطبيعة مختلفة لا تقف على توفير الغذاء والشراب فقط، وإنما بناء قدرة للشعب السوري تساعده على الصمود وإعادة بناء نسيجه الاجتماعي الذي يستطيع أن يحتضن هذه التدفقات من اللاجئين.