بحَزْمٍ فَعَزْمٍ مَا يُرَى يَتَحَقَّقُ
بِأَهْدَافِه فَالمَجْدُ رَأْيٌ مُوَفَّقُ
إِذَا افْتُقِدَتْ فِي الجَارِ بِالحَقِّ حِكْمَةٌ
فِفِيْمَ إِذاً مِنْ بَعْدِها يَتَخَلَّقُ ؟
وَإنْ لَم يَجِدْ فِي الحِلْمِ مَعْنَى وَرُؤْيَةً
تُعِيْدُ إِلَيْه العَقْلَ فَالجَارُ أَحْمَقُ
سَيُعْذَرُ جَارٌ حِيْنَ يَدْفَعُ جَوْرَه
فَإِنَّ الأَذَى وَالصَّبْرُ مُرٌّ مُؤَرِّقُ
وَمَا جِيْرَةُ الأَوْطَانِ إِلاَّ كَجِيْرَةٍ
لِذِي سَكَنٍ فِي جَورِه لَيْسَ يَفْرُقُ
يُهَدِّدُنَا الحُوْثِيُّ فِي عُقْرِ دَارِنَا
بِمَيْلِيْشِيَا مِنْ أَرْضِه تَتَدَفَّقُ
رَأَى اليَمَنَ المُجْتَاحَ بَعْدَ انْقِلابِه
بِخُبْثٍ عَلَى شَرْعِيَّـة يَتَمَزَّقُ
مَضَى سَادِراً فِي غَيِّه مُتَمَرِّداً
فَغَابَ عَن المَأْفُونِ عَقْلٌ وَمَنْطِقُ
وَسَانَدَه المَخْلُوعُ خَائِنُ شَعْبِه
بِجَيْشٍ يُوَالِيْه لِمَا كَانَ يُنْفِقُ
فَأَغْرَى بِه ضُبَّاطَه وَجُنُودَه
فَأَيْدِيْهُمُ فِي الشَّعْبِ تَعْلُو وَتُطْلَقُ
فَقَدْ كَانَ يَبْنِيه هَوَى وَعَقِيْدَةً
وَلاءً لَه يَحْمِيْه وَهْوَ يُصَفِّقُ
إِذَا مَا بَدَا الحُوثِيُّ يَمْضَغُ قَاتَه
يُفَتِّشُ شَعْباً مُسْتَكِيْناً فَيَبْصُقُ
وَرَشَّاشُه كَيْما يُخَوِّفُهمْ بِه
عَلَى كَتِفٍ بَيْنَ الحُشُودِ مُعَلَّقُ
فَإِنَّكَ لَنْ تَنْسَى مَسَاراً وَمَشْهَداً
تَضِيْقُ بِه ذَوقاً وَحِسّاً وَتُصْعَقُ
لَقَدْ ظَنَّ أَنَّ الصَّبْرَ ضَعْفٌ بِجَارِه
وَمَا كَانَ يَدْرِي أَنَّه يَتَرَفَّقُ
وَأَنَّ لَه فِي مَنْهَجِ الصَّبْرِ حِكْمَةً
يُحَاوِرُه فِيْه بِوِدٍّ وَيَصْدِقُ
وَبَعْدَ نَفَادِ الصِّبْرِ حُذِّرَ مَرَّةً
وَخَامِسَةً لَكِنَّه يَتَشَدَّقُ
يَظُنُّ بِأنَّ الفُرْسَ حِيْنَ تَمَدَّدُوا
إِلَى اليَمَنِ الحُوْثِيِّ حَيْثُ تَدَفَّقُوا
سَيَحْمُونَه مِنْ أُمَّةٍ عَرَبِيَّةٍ
تَسَامَى بِهَا التَّارِيْخُ فَهْيَ تُحَلِّقُ
لَهَا يَومَ ذِي قَارٍ مَعَ الفَرْسِ مَشْهَدٌ
يُذَكِّرُهُمْ فِيْه الزَّمَانُ وَيَنْطِقُ
تَمَثَّلَ يَومُ القَادِسِيَّةِ كَرَّةً
بِفِعْلٍ بِه التَّارِيْخُ يَزْهُو فَيَسْمُقُ
وَيَومٌ سُعُودِيٌّ يَصَبُّ سَعِيْرَه
عَلَى الفُرْسِ فِي صَنْعَاءَ بِالنَّارِ يُحْرِقُ
فَعَاصِفَة الحَزْمِ اسْتَحَالَتْ سَمُومُهَا
سُمُوّاً بِعَزْمٍ مُرْعِدٍ حَيْثُ يَبْرُقُ
فَسَلْمَانُ فِي ضَوءِ السُّعُودِ يَقُودُهَا
فَيَنْصُرُ فِيْهَا الحَقَّ عَزْماً يُطَبَّقُ
رَسَائِلُ لِلْحُوثِيِّ لِلفُرْسِ بِالصَّدَى
وَلِلْخَاِئنِ المَخْلُوعِ فَهْيَ تُحَلِّقُ
إِلَى اليَمَنِ الجَارِ السَّعِيْدِ يَبُثُّهَا
أَبُو الفَهْدِ إِحْسَاساً بِه يَتَأَلَّقُ
وَيَفْتَحُ أَبْوَابَ الرِّيَاضِ لِمُبْتَغٍ
حِوَاراً لِحَلٍّ بِالسِّيَاسَةِ يُطْرَقُ
يَقَومُ عَلَى شَرْعِيَّةٍ لِرَئِيْسِه
وآمَالِ شَعْبٍ بِالصَّفَاءِ تُوَثَّقُ
وَتُحْفَظُ لِلْجِيْرَانِ فِيْه عُهُودُهَمْ
وَيُقْصَى نُفُوذٌ فَارِسِيٌ وَيُغْلَقُ
وَيُطْرَدُ مِنْ بَغْدَادَ بَيْرُوتَ إِثْرَهَا
وَبَعْدهُمَا طَنْبٌ عَبَادَانُ جِلَّقُ
- شعر الدكتور عبدالرحمن عبدالله الواصل