القطاع الخاص تعول عليه حكومة المملكة العربية السعودية الشيء الكثير من أجل توفير فرص العمل للشباب السعودي. وتعمل وزارة العمل جهوداً واضحة للعيان من أجل التنسيق بين القطاع الخاص وطالبي الوظائف من خلال برامج تقام لها معارض بين فترة والأخرى. عوضاً عن زخر الشبكة العنكبوتية بالعديد من المواقع التي توفر التقديم على وظائف في القطاع الخاص. منها برنامج طاقات الذي تشرف عليه وزارة العمل بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية تحت عنوان طاقات تنمية بشرية.
قبل نهاية العام الماضي أطلقت وزارة العمل ممثلة في وزير العمل كما صرح معاليه برنامج دروب، وهو عبارة عن مبادرة وطنية لتأهيل الشباب السعودي للدخول لسوق العمل وفقاً لاحتياجات ومتطلبات سوق العمل، حيث أوضح الوزير في تصريح صحفي عقب تدشين المشروع أن ذلك المشروع المسمى دروب يهدف بالدرجة الأولى إلى توفير امكانيات طالبي العمل وتحسين مهاراتهم للحصول على شهادات ومهارات احترافية تزيد من فرص الحصول على عمل في القطاع الخاص مقروناً بالتعرف على رغبات اصحاب العمل وتوفير هذه المهارات الإضافية سواء لخريجي الثانوية العامة أو الجامعات أو أي صاحب مهارة يريد تحسين دخله. لا يشكك في جهود وزارة العمل في توفير فرص العمل للشباب السعودي أحد منا. حقيقة تتوه المجاملة اليها فقد ظهرت على سطح الواقع كل جهود وزارة العمل من خلال البرامج وعقد ورش العمل والمؤتمرات والندوات لحل هذه المعضلة الا وهي وجوب مشاركة رجال الاعمال والقطاع الخاص في احتضان الشباب السعودي للعمل وتوفير فرص عمل لهم.
ليستحضرني هنا كلام ومقطع فيديو للراحل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله ابان توليه وزارة العمل في حينه عندما قال ما مفاده التالي: اذكروا لنا خططكم ومشاريعكم انتم لتوطين الوظائف. وكان كلامه موجهاً لرجال الأعمال ونحن عندما نتكلم عن السعودية سنصغي لمطالبكم. على فكرة والكلام للراحل الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي وهذا للتاريخ: (منذ ان توليت وزارة العمل لم تزد نسبة السعودة في أي قطاع، وخفضت نسبة السعودة في معظم القطاعات، الجماعة اللي يقولوا الشباب السعودي لا يعتمد عليه والجماعة اللي يقولوا الشباب السعودي يغير الوظائف والجماعة اللي يقولوا الشباب السعودي يغيب انا اوجه لهم سؤالاً هنا: هل شبابنا من السويد والا من النرويج والا من القمر؟ هؤلاء الشباب السعودي أليس آباؤهم من بنوا امبراطوريات مالية أحدهم من بيع (الشوربيت) والآخر من بيع (الكعكع) حيث كانت بداية حياتهم عصاميين؟ بكل صراحة إذا كانت كل الميزات لموظفي القطاع العام وقليل منها لموظف القطاع الخاص لن تنجح السعودة ولن نقضي على البطالة، فلابد أن نضيق الفجوة، ما يبعد الشاب السعودي في القطاع العام الأمان الوظيفي الراتب ساعات العمل المعقولة ايام العمل المعقولة، من هذا المنطلق وجب تضييق الفجوة بين نظام عمل القطاع الخاص والعمل الحكومي) انتهى جزء من كلامه رحمه الله.
في جميع دول العالم لا يوجد فرق بين ساعات ومميزات العمل في القطاع العام والقطاع الخاص وهو ما يبدو لي السبب في عزوف الشباب عن العمل في القطاع الخاص، خصوصاً إذا ما ادركنا انه وبتصريح من وزير الاقتصاد ان عمل 75% من الموظفين السعوديين يعملون في القطاع الحكومي وان ذلك وضع غير عادي البتة. نعم تضييق الفجوة في المميزات وساعات العمل بين العمل في القطاع الحكومي والقطاع الخاص هي من وجهة نظري الحل لتخفيف الضغط على الحكومة في احتضان الشباب وتوفير الوظائف لهم. فلم يعد هنالك مجال لرجال الاعمال للتذمر من الشباب السعودي وطريقة انتاجيته في الشركة أو المنشأة الخاصة مهما كان حجمها ومكانتها الاجتماعية.
من هذا المنطلق والرسالة موجهة لوزارة العمل تتمثل بالتالي: وضع برامج تحفيز ومميزات وتشجيع وتسهيل للشركات لتضييق الفجوة والاختلافات والفروقات قدر المستطاع بين طبيعة العمل في القطاع الحكومي والقطاع الخاص مما سيتسبب حتماً في حجب فكرة عزوف الشباب عن الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص.