حفر الباطن - مبارك البوادي:
قبل حوالي عقدين من الزمن كان موقع مردم نفايات محافظة حفر الباطن ، بعيداً عن الأحياء السكنية ولم يكن سوء موقعه ملاحظاً كما هو الحال عليه الآن. فبعد التوسع العمراني والزيادة الكبيرة في عدد سكان المحافظة تحول موقع المردم من خارج المحافظة إلى وسطها.. إِذْ أصبح محاطاً بمجمع تجاري ومنتزه يرتاده الكثير من قاطني حفر الباطن ، مما دفع الكثيرين لطرح تساؤلات عن جدوى بقائه دون تغيير لموقعه، بل إن وجوده أصبح مؤثراً من كافة النواحي البيئية والصحية.
في هذا التقرير (الجزيرة) استطلعت آراء عدد من المواطنين، منهم الناشط في مجال التوعية والتربية البيئية الاستاذ سند الحشار ، الذي قال لنا: إن المردم الحالي خطر على البيئة ولابد من استراتيجية عاجلة للبدء بعمليات الفرز والتدوير. مضيفاً: إن المردم يتلقى مختلف أصناف الملوثات الخطرة ابتداء من مخلفات البلاستيك الكيماوية، وانتهاء ببقايا الأبنية والأصباغ وإطارات السيارات التي لها بالغ الأثر الآني والبعيد على المياه الجوفية ونقاء التربة وتلوث الأجواء.
ويكمل حديثه بقوله: إن السبب في ذلك يعود إلى غياب التخطيط البيئي وعدم وجود خطة استراتيجية لإدارة النفايات؛ كما يغيب عن الاخوة في بلدية حفر الباطن ثقافة الفرز من المنبع الذي يسهل عملية التدوير ، وبالتالي ذهاب المخلفات القابلة للتدوير إلى المصانع المتخصصة في ذلك.
وأضاف: نلاحظ في حفر الباطن أنه لم تصل إلينا حتى الآن السلال المتخصصة مثل تلك التي بدأت بها بعض كبريات مدن المملكة، حيث نجد في مدينة الخبر على سبيل المثال وجود ثلاث حاويات في مكان واحد.. واحدة للبلاستيك ، وأخرى للسوائل ، وثالثة للمعدنيات أو الزجاج.
وطالب الاستاذ سند ، بضرورة تغيير مكان المردم الحالي ، وتبني استراتيجية عاجلة للفرز والتدوير.
من جانبه يؤكد المواطن طلال العنزي: أنه يجب أن ينقل المردم وفق أسس علمية وخطة واضحة. ويوافقه في ذلك الموطن طلال العنزي، بقوله: أصبح الجميع الآن يلاحظ أعمدة الدخان المنبثقة من المردم وذلك نتيجة حرق النفايات وما ينتج عنها من روائح كريهة ، وربما غازات سامة أيضاً ومناظر مقززة مما أثار ولا يزال استياء الجميع.
وأبان: أن المردم أصبح الآن في منطقة صناعية ومحاطاً بمنتزه وبمجمع تجاري كذلك ، ومن المسيء للمحافظة أن يبقى في مكانه ناهيك عن آثاره الأخرى لمرضى الربو وغيرهم.
ويشير العنزي ، إلى أن التوسع العمراني في المحافظة أدَّى إلى وصول الأحياء لهذه المنطقة «الملوثة» كما يصفها، وأصبحت هناك ضرورة ملحة بنقل المردم إلى منطقة بعيدة وفق أسس بيئية علمية ، مع تبني خطة واضحة تمنع تكرار نفس الخطأ السابق مستقبلاً!.