خالد عبد الرحمن الطياش
** بعد أن تحدث رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم السيد غريغ دايك عن الإجراءات الجديدة التي تضمنتها الخطط الموضوعة من قبل مسؤولي الاتحاد الإنجليزي بهدف تطبيقها خلال المواسم القادمة بصورة تتماشى مع مصالح المنتخبات الإنجليزية لكرة القدم، واللاعبين المحليين في الأندية.. والتي تقضي بتخفيض عدد اللاعبين الأجانب (القادمين من خارج منظومة الاتحاد الأوروبي) تحدثت العديد من الصحف والمواقع العالمية عن النقاط الإيجابية والمؤثرات السلبية التي قد تنتج في حال تغيير الأنظمة وتطبيق تلك الإجراءات المقترحة من قبل أعضاء الاتحاد الإنجليزي.. والتي سيتم إقناع الأندية بالموافقة عليها بهدف تحقيق المصلحة العامة للكرة الإنجليزية.
** من أبرز الإجراءات الصارمة المدرجة ضمن خطط الاتحاد الإنجليزي هو ما تقدمت به المفوضية الخاصة في الاتحاد باقتراحات لتغيير أنظمة منح تصاريح العمل للاعبين الأجانب.. حيث سيتم منح التصاريح للاعبين المميزين فقط من خارج منظومة الاتحاد الأوروبي. (والمقصود هنا اللاعبين من القارات الأخرى أو من الدول الأوروبية الغير منظمة إلى الاتحاد الأوروبي).
** من بين القرارات التي ستصب في مصلحة اللاعب المحلي (اللاعب الإنجليزي) هو إلزام الأندية بزيادة عدد اللاعبين المحليين في الفريق الأول من ثمانية إلى إثني عشر لاعباً. إضافة إلى تخفيض سن قيد اللاعبين الناشئين المحليين في الأندية من عمر 18 إلى 15 عاماً، وهو ما سيسهم في رفع فرص مشاركة اللاعبين الشباب مع أندية الدرجة الممتازة في المسابقات المحلية.
** ما الهدف من سن كل تلك التشريعات الجديدة؟ وكيف تحركت المياه الراكدة حول منح الفرصة لللاعب الإنجليزي بشكل أكبر ليلعب في المسابقات الإنجليزية؟.. برر رئيس الاتحاد الإنجليزي السيد «دايك» تلك الإجراءات الجديدة قائلاً إنها سترفع مستوى اللاعبين المحليين وتمنحهم فرصة للتألق مما سينعكس إيجاباً على أدء المنتخبات الإنجليزية، وتمنى «دايك» من الأندية أن توافق على تلك التغييرات لما فيه من تحقق للمصلحة العامة للكرة الإنجليزية.
** أما بخصوص الشق الثاني من السؤال المطروح أعلاه.. فإن الإجابة عيه تتلخص في تألق مهاجم نادي توتنهام هوتسبير هاري كين (21 عاماً).. ذلك اللاعب الشاب الذي حصل على فرصته بالصدفة بعد أن تصادم المدرب بوكيتينو مع المهاجم التوغولي الدولي أديبايور ليبقيه في مقاعد البدلاء، وفي ظل إصابة المهاجم الإسباني سولدادو لم يجد المدرب الأرجنتيني إلا اسم هاري كين (مهاجم شباب توتنهام) ليشركه في التشكيل الأساسي، والذي بدوره فجر مواهبه ليتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 19 هدفاً (مشاركة مع الإسباني دييجو كوستا مهاجم تشيلسي).
** رئيس الاتحاد الإنجليزي طرد التساؤولات للإعلاميين والصحفيين قائلاً: «كم لاعب مثل كين في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز؟».. كم يتواجد من اللاعبين المحليين الذين لم تتاح لهم فرصة إظهار مواهبهم مع أنديتهم؟.. وأضاف «دايك» في محاولاته لإقناع الأندية قائلاً: «ينبغي أن نطبق ذلك بالتفاوض مع الأندية والدوريات المحلية.. يجب إقناعهم بأن تلك التغييرات ستصب في صالح الكرة الإنجليزية».
** ما الآثار السلبية التي قد تترتب عند تخفيض عدد اللاعبين الأجانب؟ أهم الآثار السلبية هو احتمالية تضرر استثمارات العديد من الأندية التي قامت بالتوقيع مع العديد من اللاعبين (الأجانب) لعقود تتخطى الثلاث سنوات مما يعني بيعهم بأسعار أقل أو إبقائهم مع دفع رواتبهم دون الاستفادة منهم في ظل تقلص فرصة مشاركتهم.
** أيضاً هناك مخاوف من تضرر نسبة المشاهدة للمسابقات الإنجليزية.. حيث إن كثرة اللاعبين من مختلف قارات العالم ساعد كثيراً بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لأن تسجل نسب مشاهدة عالية في الكثير من الدول.
** ختاماً.. هو موضوع يحتاج للدراسة قبل أن يشرع الاتحاد الإنجليزي في تطبيقه، ولن يتمكن الاتحاد من سن تلك التشريعات في حال عدم اقتناع الأندية، والجدير بالذكر أن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السيد ميشيل بلاتيني أثنى على مثل تلك القرارات لما فيها من مصالح متبادلة بين اللاعبين الإنجليز من جهة.. وبين لاعبي الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى حيث لن تتأثر فرص مشاركتهم في المسابقات المحلية الإنجليزية في ظل تقليص عدد اللاعبين الأجانب.