من أعظم النعم علينا وما نفاخر به بين الأمم أن الحكم في بلادنا المملكة العربية السعودية قائم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما مصدر السلطة فيها، كما تصرح بذلك المادة السابعة من نظام الحكم، وفي الباب الخامس من النظام الأساسي للحكم المتعلق بالحقوق والواجبات، نصت المادة السادسة والعشرون، على أن تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية.
كذلك نص النظام الأساسي للحكم بجلاء ووضوح على استقلال السلطة القضائية في المملكة، ولا سلطان على القضاة في قضائهم إلا للشريعة الإسلامية وأن حق التقاضي مكفول للمواطنين والمقيمين وقد بين النظام الإجراءات اللازمة لذلك وأن الجميع سواسية أمام القضاء.
وتأسيساً على ما سبق فإننا في المملكة نرفض التصريحات المسيئة من وزيرة خارجية السويد ولا نقبل بأي حال من الأحوال أن يتعدّى أحد على ثوابتنا أو على قضائنا الشرعي باسم حقوق الإنسان، لأن دستورنا ولله الحمد قائم على القرآن والسنة، فهو دستور رباني لا نقص فيه ولا خلل ولا شطط قد كفل للإنسان حقه وحفظ له دمه وماله وعرضه وحريته بما لا يوجد في أي دستور أو قانون وضعي، وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
وهذه الإساءة إلى النظام القضائي في المملكة الصادرة من تلك الوزيرة ليست إساءة لحكومة المملكة وشعب المملكة فحسب وإنما هي إساءة للشريعة الإسلامية التي يؤمن بها أكثر من مليار ونصف المليار مسلم،كما جاء في البيان الرسمي الصادر من مجلس الوزراء.
ثم إن هؤلاء الغربيين من حكومة السويد وغيرها وجدناهم يتظاهرون بالتباكي على حقوق الإنسان ولكنهم في حقيقة الأمر يتجاهلون الإنسان وحقوقه إذا كان مسلماً مضطهداً في فلسطين أو الشام أو العراق أو بورما أو إفريقيا الوسطى، ورأيناهم يرفعون شعار حقوق الإنسان وهو شعار جميل براق ولكنهم في حقيقة الأمر يستخدمونه سلاحاً موجها ضد المسلمين والإساءة إلى الحدود الشرعية في الإسلام، فقطع يد السارق في نظرهم «وحشية»، وقتل القاتل المتعمد «همجية»، ومنع الخمور وممارسة الفواحش والفجور وعقوبة المرتد «اعتداء على الحرية الشخصية»!!.
ولو كانوا يعقلون لعرفوا أن هذه الأحكام الربانية هي صمام الأمان وسبيل الخلاص مما يعيشونه من حياة بهيمية وتفلت أخلاقي وما يعانونه من ارتفاع أعداد جرائم القتل والسلب والنهب والشذوذ الجنسي واللقطاء والإجهاض والإدمان ومرض الاكتئاب وحالات الانتحار.
وختاماً أقول إن هذه التصريحات المسيئة لا تزيدنا في المملكة قيادة وشعباً إلا ثباتاً ورسوخاً وتمسكاً بديننا العظيم الذي هو عصمة أمرنا وسبب أمننا وطريق سعادتنا وهي تصريحات لا تستغرب من المغرضين الجاهلين، لأن الله تعالى أخبرنا عنها بقوله: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور}.. والله الهادي إلى سواء السبيل؛ وهو حسبنا ونعم الوكيل.
- عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء