لا دهشةً لمَّا خطرْتَ
مُلثَّماً
فهنا رموزٌ بالغوايةِ لا تبالي
بالمقامِ ولا المقالِ يزفُّها
فوجُ من الوَسْواسِ
تسعى
من زمانٍ إنَّما
للمُخزِياتِ ملثَّمَةْ!
* * *
وهنا رياحٌ
لِلَّيالي الحالكاتِ
مُنزِّهاتٌ
.. للشوامخِ خافضاتٌ
كلُّ مسعاها هنا ترجو
هنا
أمَّا هنالك وهو أدنى
للمُريد من الوريدِ
فلا تفكِّرُ
لا يُقَالُ لها
لِمَهْ؟!
* * *
وهنا سبيلُ الضُّوءِ
حيفاً بالضَّبِابِ مُلوَّثَّاً
والسَّيرُ في وضَحِ النَّهارِ
مكبَّلاً
والَّلاهثون
لِلِبْسِ موتِهمُ هنا
لِلأُنْسِ عندهمُ تآويلٌ
وفتواهمْ
يُحَنِّطُها الخفاءُ
بأوْسِمَة
* * *
لا دهشةً
فالسَّيلُ يجري من زمانٍ
والغثاءُ
بغير شكٍّ يرسمُ الأهدافَ
مُمْطِرةَ الجفاءِ
ترى الحضيضَ
وسيلةً
يدنو بها وهنُ النُّفوسِ
بوهْنِها
مُتأسْلِمَةْ
* * *
يا مُنقِذَ المحظورِ
من عَفِنٍ
تنامي فيكَ
لمْ نعجبْ
فللأشباهِ إِلْفٌ والتِمَامُكَ
بيضةٌ شاءتْ زمانَكَ
هاهنا
ثم انبرتْ بعصابةٍ
لم نندهشْ
كلُّ النَّوايا
مُجْرِمَةْ !
* * *
وَصَباً عرفنا فيكَ
مُذْ شِئتَ السُّموَ
بكذْبَةٍ
وأردتَ تِرْحَالاً
تبجِّلُهُ الحفاوةُ
ما يهنْ
بسهولةٍ يدنُ العسيرُ
له وتنتصر الدَّنايا
في أماسٍ
ليس تنسى
موْسِمَهْ
* * *
أنتَ الذي من مدَّةٍ
ترجو نياتُ السُّوءِ
ما خابَ الرَّجاءُ
لقد هبَطْتَ بقاعِهمْ
وتمرَّغوا في وحلِكَ
الجاني على الآتي هنا
بئس المرامي
من نفوسٍ
مُظْلِمةْ
* * *
ألِفوا المخاطرَ فارتموا
متوسِّلين هوى
يبيحُ مُحَرَّماً
مُتوَسِّلاً
جعَلَ الخبيثَ بلا دليلٍ
طيِّباً
لم يكترثْ مَْن مثلهمْ
أَلِفَ
المخاطِرَ
مُوهِمَةْ
* * *
يتسابقون تسَابقَ الجُعْلان
لِلِخطرِ الخبيثِ
ويعكفُون لوعدِهِ
لا يخلفونَ
لأنَّه الصنَّمُ المُبَاحُ لديهمُ
ولأنَّهمْ لا يفقهونَ
بأنَّهمْ لا يعلمونَ عواقبَ
الشَّرِ
المبينِ
بغفلةٍ
مُتحكِّمَةْ
* * *
كم سادرٍ غرسَ الوباءَ
يراهُ
نفْعاً مُثمراً
يجنى السَّعادةَ
وهو في عين الحقيقةِ
.. في مرامي الأوفياءِ
وفي صفاءِ الأنقياءِ
عدا حياةِ الأشقياءِ
سوى ضحايا
مؤلِمَةْْ
* * *
تتناصرُ الأشباهُ
حتى في اجتلابِ الإثمِ
..حتى في انكسار النُّورِ
حتى في الرَّحيلِ إلى
التَّخلُّفِ
دائماً تهوى الرَّحيلَ
إلى مساحاتِ الرَّذِيلةِ
وهي لا تدري
بلا وعيٍ
فتحسبُ ذا الهوى قد هبَّ
ينصرُ مَنْ قُواهُ
مُحَطََّمَةْ
* * *
أسفي على بعضِ الرُّموزِ
وذي هوى أعماهمُ
لهْوٌ مُضِرٌّ
ما اكتفوا بالاختفاءِ
يحاولون
إشاعةَ الفوضى
وسعياً
للوراءِ
بلا عقولٍ
مُلهَمةْ
* * *
دنيا ففيها نفوسُ الناسِ سائرةٌ
إمَّا لكسْبِ مَعالٍ أو.. لِخسرانِ
كم حافرٍ حفرةً في غير مقبرةٍ
وذائعٍ موتَهُ من غير جثمانِ
وناشرٍ في حياة الناس مهزلةً
ضياعَهُ وموارٍ فضْلَ إنسان
وناقمٍ من نبيلٍ مخلصٍ أبداً
لكي يقرِّبَ ذا إفكٍ ونكران
وقادمٍ لبناءٍ طال موعدُه
ذوَى تحمُّسُه طوْعاً لشيطان
فصار بنيانُه يمضي بلا أمدٍ
وكلُّ خطْواتِه من غير إتقان
قالوا أتى وسموُّ القصد ديْدّنُهُ
فقلتُ كيف غدا يدنو بنقصان؟
تغَيَّرتْ هذه الدُّنيا بطامِعها
لمَّا سما بهواها كلُّ خَوَّان
وأصبَحَ الحبُّ موؤوداً بصحبةِ من
بلا وفاءٍ وإخلاصٍ وإيمان
17-5-1436هـ
- منصور دماس مذكور
dammasmm@gmail.com