فِكْرٌ يُحَرِّكُ جَهْلَه السُّفَهَاءُ
مُتَطَرِّفاً فِيْه الدَّوَاعِشُ بَاؤُوا
عَمَّ العِرَاقَ وَبَعْدَه سُورِيَّةً
وَبِمِصْرَ حَيْثُ مَجَالُه سَيْنَاءُ
فَاجْتَازَهَا غَرْباً لِسَاحَةِ لِيْبِيَا
حَتَّى اشْتَكَتْ بِجَنُوبِهَا الصَّحْرَاءُ
مُتَطَرِّفُونَ دِيَانَةً فَثَقَافَةً
وَسِيَاسَةً إِيْحَاؤُهَا الإِغْوَاءُ
مَرَضٌ وَيَنْشَرُ فِي الوَرَى فَيْرُوسَه
إِنَّ التَّطَرُّفَ مِحْنَةٌ وَشَقَاءُ
قَدْ أَنْتَجَ الإرْهَابَ فِي أَوطَانِهِمْ
فَتَنَبَّهُوا يَا أَيُّهَا العُقَلاءُ
لَمْ تَسْلَم الآثارُ مِنْ تَدْمِيْرِه
نَهْجٌ تُحَرِّكُ فِقْهَه الأَهْوَاءُ
سَبَقَتْ خَلِيْلَ اللهِ فِي تَكْوِيْنِهَا
لَمْ تَبْدُ مِنْه حِيَالَهَا آرَاءُ
وَأَتَى الرَّسُولُ مُحمَّدٌ مِنْ بَعْدِه
فَمَضَى وَسَارَ بِنَهْجِه الخُلَفَاءُ
مَا هَدَّمُوا الآثَارَ وَهْيَ بِحُكْمِهِمْ
وَالدِّيْنُ يَحْكُمُهُمْ وَهُمْ فُقَهَاءُ
آثَارُ أَرْضِ الرَّفِدَينِ وَقَبْلُهَا
آثارُ مِصْرَ حَضَارَةٌ وَبِنَاءُ
مَا قُدِّسَتْ فِيْمَا مَضَى مِمَّنْ مَضَوا
حَتَّى يَرَى تَقْدِيْسَهَا الأَحْيَاءُ
بَاعُوا مِن الآثَارِ فِي أَسَواقِهَا
مَا هَرَّبُوه فَحُكْمُه الإعْفَاءُ
أمَّا الَّتِي لَم يَسْتَطِيْعُوا بَيْعَهَا
فَلَهَا بِفِقْهِ الدَّاعِشِيِّ فَنَاءُ
سَدُّ الذَرِيْعَةِ بَابَ فِقْهٍ صَاغَه
مُتَطَرِّفٌ مِنْ قَومِه مُسْتَاءُ
كَرِهَ الحَيَاةَ بِيُسْرِهَا مُتَجَهِّماً
فَكَأنَّه وَالآخَرِيْنَ سَوَاءُ
فَإِذَا رَأَى مُسْتَمْتِعاً فِيْهَا ارتَوَى
بِالبُؤْسِ غَيْضاً فَالشُّعُورُ رِيَاءُ
لِيَرَى بأَنْ يَحْيَا سِوَاه حَيَاتَه
فَالكُّلُّ فِي تَشْرِيْعِه تُعَسَاءُ
قَدْ فَخَّخُوا أَجْسَادَهُمْ فَإِذَا بِهَا
وَالأَبْرِيَاء بِفِعْلِهِمْ أَشْلاءُ
كَمْ مُتْحَفٍ لاقَى بِه زُوَّارُه
تَفْجِيْرَ فُجَّارٍ بَغَوا فَأَسَاؤُا
بالأمْسِ تَفْجِيْرٌ بِمَتْحَفِ بَارِدُو
فِيْه اسْتُبِيْحَتْ تُونُسُ الخَضْرَاءُ
مُسْتَهْدِفِيْنَ بِها السِّيَاحَةَ مَورِداً
بِنَشَاطِه يَتَعَيَّشُ الفُقَرَاءُ
هَلْ يُنْصَرُ الإِسْلامُ فِي إِرْهَابِهِمْ
هَذَا؟ وَهَلْ يَرْضَى بِه الحُنَفَاءُ؟
النَّاسُ تَلْعَنُهُمْ وَتَمْقُتُ فِعْلَهمْ
وَالشَّرْعُ وَالقَانُونُ مِنْه بَرَاءُ
إِنَّ الحَضَارَةَ خِبْرَةٌ مِنْ فَوقِهَا
أُخْرَى يُرَاكِمُ وَعْيَهَا الخُبَرَاءُ
قَدْ سَجَّلُوهَا بِالصَّخُورِ لِنَقْلِهَا
فِكْراً وَعِلْماً أَيُّهَا السُّفَهَاءُ
فَالنَّحتُ والتَّصْويْرُ سَادَا حِيْنَهَا
لِلْحِفْظِ إِذْ عَرَفَتْهُمَا القُدَمَاءُ
إِذْ لَمْ تَكُنْ لكِتَابَةٍ قَدْ صُنِّعِتْ
أَورَاقَهَا كَي يَكْتَبَ العُلَمَاءُ
فَلْتَحْفَظُوا آثَارَكُمْ بِمَتَاحِفٍ
وَطَبِيْعَةٍ إِنَّ الهَوَى أَنْوَاءُ
- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل