أُغلق مؤخرا معرض الرياض الدولي للكتاب بعد أن استمر عشرة أيام بأنواع الأنشطة الثقافية القائمة تحت مظلته من عرض الكتب وبيعها أو الندوات وورش العمل ومنصات التوقيع، شهد كل منها ازدحاما شديدًا وإقبالا منقطع النظير. بحيث قدرت مبيعات المعرض لهذا العام ما يقارب الـ70 مليون ريال.
عند سماعك لهذا الخبر تشعر بالفخر والاعتزاز، وتجزم بأن نهضة حضارية قادمة ستحل علينا لا محالة وجيل قارئ ومثقف ومغاير سيظهر لنا.
ومع هذا عزيزي القارئ تتساءل هنا أين انعكاس هذا النهم على شراء الكتب لماذا لا نرى أثره على الالتزام بالمواعيد وأين هو من فوضى المرور وآداب الطريق. وتدني مستوى الحوار والألفاظ بيننا. وعدم احترام رأي الطرف الآخر. أين هو من الأخلاق والتعامل. لماذا تتجلى العشوائية في مجتمعنا وتعاملاتنا وكثرة التكفير والقذف والتنابز والتجريح.
لماذا لا يزال لدينا من ينتقص من المرأة وحقوقها وتواجدها في المجتمع. ويحاول تعطيل مسيرتها بكل ما أوتي من حيلة.
أين هو انعكاس الـ70مليون ريال والتزاحم والتدافع داخل المعرض وبين أروقته وعند المداخل والخروج محملاً بعربات الكتب. والتهافت على النشر والتواجد من المؤلفين على منصات التوقيع وازدحام الزوار للحصول على توقيعهم،
عزيزي المواطن: ما فائدة القراءة وتجميع الكتب إذ لم تكن جزءا من سلوكك وتعاملك مع الآخر واحترامك له، وإذ لم تنعكس على حوارك وألفاظك واحترامك لخصوصية الآخر واختياراته وتقبل رأيه، وإذ لم يرها الآخرون في قيادتك واحترامك للطريق. وإذ لم نقرأها في تعليقاتك وكتاباتك في وسائل التواصل الاجتماعي.
منذ عام 2008م وحتى هذا العام تتكرر هذه التظاهرة الثقافية بازدحامها وكثرة اللغط حولها وفي كل مرة نتساءل أين انعكاسها الثقافي على مجتمعنا من رواد هذا المعرض.
نوال صعفق العتيبي - باحثة دكتوراه جامعة الملك سعود