باتَ الإعلام بمختلف وسائله ووسائطه، محركاً فاعلاً، ومؤثراً في مجريات كافة الشئون، وعلى الأخص، السياسية منها، شاهدنا مواقع التواصل الاجتماعي، كيف ساهمت بشكل أو بآخر في خلط أوراق خارطة بعض الدول، وكيف على متكئها، اندلعت هذه الثورات التي جلبت العار والدمار لها ولمواطنيها، بين ميت ومشرَّد، لا يدري أين يلوي، لطفَ الله بحال الجميع، هذه الثورات التي امتد شرها إلى محيطنا، بفعل دول تمكَّن الشر من مفاصلها، باتت نذر شر، لا يُؤمن جانبها، ونحن نرى من يريد قرع طبولها، تنوعت أساليب الحرب الإعلامية بمختلف سهاماتها الموجهة، وإن كان أخطرها على الإطلاق ما أُطلق عليه الطابور الخامس، الذي يعتمد «الإشاعة» محركاً أساساً له، لنبتعد قليلاً عن القنوات التحريضية، التي تخلط السم بالعسل، وتدَّعي شفقتها على الأمة بشكل عام، وعلى هذه البلاد بشكل خاص، ودعونا نحوم حول موقع «تويتر» فمن عاش في كنفه - مثلي الله يخلف عليَّ - لا بد له أن رأى ما يشيب له الرأس، من وجود نوعية مقلوبة الفكر، أقل ما نقول عنها، بأنها حاقدة على هذه البلاد وقيادتها، حقداً أسود بغيضاً لا يخالجه شكٌ، نرى كيف تستعدي على الوطن؟ نرى كيف تضرب مؤسساته الفاعلة؟ نرى السب والشتم لمجرد الاختلاف في وجهات النظر؟.. والقشة التي قصمت ظهر البعير وقضمت ذيله، رأينا التصنيفات الممقوتة، والممجوجة، التي يتزعمها فئام من البشر، تجاه من يختلف معهم في الرؤى والطرح، نعم من بوابة التصنيف، حاول البعض ضرب الوحدة الوطنية، داخل واحة وطننا الجميلة، تكلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في خطابه الموجه للمواطنين، بلغة الحريص على وحدة الوطن، وتآلف شرائحه المتنوعة، التي تعيش تحت سقف المواطنة الواحدة التي لا تفرِّق بين مواطن وآخر، الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، قالها المليك المفدى، وطالبَ الإعلام بكافة وسائله، التنبه لهذه الجزئية المهمة، طالبه بالقيام بدوره الكبير، تجاه الابتعاد عن تأجيج الأفكار وشحن النفوس، والاعتناء التام بما يطرحه، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، الملك سلمان - حفظه الله -، ومن خلال خبرته التراكمية في مختلف المجالات، ومن خلال معرفته التامة بأدوار الإعلام ووجوهه المعروفة باعتباره (السلطة الرابعة) بما يملكه من قوة التأثير، وتشكيل الرأي العام، وتحريك النفوس للوجهة التي يريدها، من هذا المنطلق، جاء تركيز الملك سلمان على الإعلام، وتذكيرهبدوره تجاه الوطن، للحفاظ على اللُحمة الوطنية، من أن تُؤتى من الأباعد أو من الأقارب (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على القلب من وقع الحسام المهند)... الملك سلمان - أطال الله في عمره - ملم تماماً بمواد السياسة الإعلامية للمملكة، وهو في خطابه، كأنه يُذكِّر المسئولين خصوصاً والكتّاب والمثقفين والأدباء والمفكرين بموادها وبأمانة الكلمة، وكله ثقة بمقدرتهم على فهم مسئولياتهم، بدليل ذلك التجاوب والتناغم الملحوظ مع مضامين كلمة الملك، نعم المليك المفدى، لم يذكر مرض تصنيف المجتمع، وتصنيف الناس في كلمته من فراغ، لا بد له أن رأى بنفسه، وهو المتابع الضليع للكتابات والطروحات الفكرية، لا بد أنه أدرك مكمن الخطر، الذي يستهدف وحدة الوطن وأمنه، من هنا جاء تركيزه - حفظه الله - على خطر التصنيفات الفكرية، على المجتمع والوطن، وضرورة وقوف الإعلام في وجهها بكل صدق وأمانة، وقد سبق لي أن كتبتُ مقالاً بتاريخ 9-6-2011م، يصبّ في هذا القالب، عنوانه (المجتمع.. والتصنيفات المرفوضة) إدراكاً مني في ذلك الوقت، بأن ثمة خطراً يُداهم المجتمع، جراء شطح بعض الكتَّاب والمحسوبين على الثقافة من جهة، وتنامي الفكر المتشدد من جهة، كما يُلاحظ ذلك أحياناً في بعض الصحف، من خلال مقالات بعض الكتّاب الذين يعشقون، توسيع هوة الشحن النفسي، تحقيقاً لمطامعهم ومطالبهم الشخصية، ومثل هذه الطروحات بطبيعة الحال، تخالف أبجديات مواد السياسة الإعلامية للمملكة، الواضحة والبعيدة عن كل تفسير وتأويل، وبالتالي تكون مصادمة للتوجهات السامية، لا متناغمة معها، كلمة خادم الحرمين الشريفين السامية للمواطنين بمضمونها الجزئي (الإعلامي) تحمل دلالات، يجب على الإعلام السعودي الرسمي أو المحسوب عليه، سواء كان مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً، أن يعيها بتمامها، فلا يبث برامج تصادم الثوابت الدينية أو الوطنية، ولا يستضيف في برامجه المتنوعة من له سابقة مشينة مع الوطن وسياسته وعاداته وتقاليده، ولا يستكتب من يعشق الإثارة والتأليب والتحريض على مؤسسات الدولة في طروحاته الصحفية، وقوفاً بجانب قضايا مفتعلة من أساسها، الملك سلمان رجل غير أنه سياسي، هو إعلامي من الدرجة الأولى، لا يرضيه أن يرى بعض وسائل الإعلام، تُؤجج الفكر، وتساهم في تسطيح العقول، وتخلق من الحبة قبة، يريد إعلامنا، سليماً ومبدعاً قي طرحه، متقدماً لا متأخراً، يسير جنباً إلى جنب مع توجهات قيادة وطنه بهدف إبرز مظاهر التنمية الشاملة فيه، مُبعداً الوطن عن براثن الفرقة وتحزُّبها، وعن تلك التصنيفات البغيضة التي تزيد من الكراهية بين أفراد المجتمع، الملك سلمان يريد من الإعلام السعودي والمحسوب عليه أن يكون أداة بناء وارتقاء، يسمو بالمواطن السعودي إلى أعلى درجات الرقي الثقافي والمعرفي، الملك سلمان يريد من الإعلام السعودي والإعلام المحسوب عليه، أن يعي خطورة المرحلة الراهنة، ويدرك دوره الذي ينبغي أن يكون، وفق تعاليم الدين الإسلامي، الملك سلمان ينتظر من الإعلام السعودي والإعلام المحسوب عليه، تجاوز الأهواء والرغبات الذاتية، تحقيقاً لمصلحة الوطن والمواطن، بمعنى أن الملك يريد إعلامنا الشامل، مع لا ضد الوطن والمواطن، هذا مطلب الملك القائد سلمان - حفظه الله -، وقد رسم وحدد المطلوب من الإعلام بكل شفافية، ورسم طريقه في المرحلة القادمة، بقي القول، الكرة الآن في ملعب الإعلام السعودي المرئي والمسموع والمقروء الرسمي منه وغير الرسمي، شخصياً ودون مبالغة، متفائل جداً بأن إعلامنا، سيحقق - بإذن الله - تطلعات وطموحات مليكنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان،كيف لا!.. وقد شرُف بتوجيهات ملكية كريمة، حظي بها الوزير الجديد للثقافة والإعلام، الشاب الدكتور عادل الطريفي، الذي يعوِّل عليه ولي الأمر، والمواطنون، ومعهم مسئولو الإعلام بمختلف وسائله، كل الخير، لإعلام سعودي راقٍ، ومحافظ.. ودمتم بخير.