الرياض - سلمان العُمري:
قبل أكثر من نصف قرن أنشئت أول جمعية لتحفيظ القرآن الكريم وتحديداً في رمضان 1382هـ بمكة المكرمة، استهدفت العناية بتعلم كتاب الله تعالى للناشئة في المساجد ودور العلم، وذلك بجهود ومشاركات أهل الخير والمحسنين.
ثم انتشرت هذه الجمعيات القرآنية في المملكة وتوسعت أعمالها، واحتضنتها الدولة -وفقها الله- ورعتها مادياً ومعنوياً، فخصصت لها إعانة سنوية، ومنحتها الأراضي التي تقيم عليها المباني، رغبة في تقويتها، وتحقيق مقاصدها. كما تم تخفيظ التعرفة لاستهلاك التيار الكهربائي لمقار الجمعيات. ويحرص ولاة الأمر على حضور حفلات الجمعيات، وتقديم التبرعات المالية والعينية لها.
وقد كان أكبر دعم حصلت عليه الجمعيات في تاريخها ولأول مرة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- حيث تلقت الجمعيات دعماً بلغ (200) مليون ريال.
وفي هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يتطلع القائمون على الجمعيات القرآنية إلى زيادة الميزانية السنوية لهم التي لم (تتغير) منذ أكثر من اثنين وعشرين عاماً والبالغة (11.000.000) ريال فقط توزع على أكثر من 120 جمعية التي تحتضن أكثر من (900) ألف طالب وطالبة.
لقد ربى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- أبناءه على حب القرآن الكريم، والتمثل به، وشجعهم على حفظه وتلاوته، ووضع لهم الجوائز والحوافز التي تعينهم على ذلك.
إن الجميع يتطلع إلى زيادة ميزانية الجمعيات القرآنية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي لم تكن عنايته بالقرآن وأهله وليدة عهد قريب، بل هو أمر نشأ عليه، وترعرع فيه، ففي صبحية يوم الأحد الثاني عشر من شهر شعبان عام 1364هـ، احتفلت مدرسة الأمراء بختم سموه قراءة القرآن الكريم، بحضور ولي العهد آنذاك، الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله-. ولا شك إن مما تقدمه بلادنا ولله الحمد لكتاب الله عز وجل يجعلنا نفخر ونفاخر أن يطلق عليها: (دولة القرآن الكريم) بدون أدنى مبالغة، نظير ما تقدمه، وتبذله من أعمال جليلة مباركة للقرآن الكريم وحفظته في مختلف المجالات في داخل المملكة وخارجها.