القاهرة - سجى عارف:
استضاف معهد المخطوطات العربية بالقاهرة أمس المنتدى التراثي الأول «إشكاليات فهرسة المخطوطات وتحقيقها جهود دارة الملك عبدالعزيز نموذجاً» وألقاها الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيّع وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات والبحوث سابقاً بحضور الدكتور فيصل الحفيان مدير المعهد وعدد من المختصين والمهتمين بالمخطوطات في مصر وبعض الدول العربية.
وأكد د. محمد الربيع أن مجال تحقيق التراث قد تم امتهانه من بعض الباحثين الذين يستسهلون الأمر وبالنظر لما كان يقوم به أساتذتنا المحققون الكبار وما ينتجه الجيل الجديد من الباحثين نرى الفرق كبير وواضح أن دارة الملك عبدالعزيز راعت الضوابط والمعايير عند تحقيقها المخطوطات التاريخية ونشرها.
ولفت د. الربيع إلى أن الدارة أنشئت عام 1392هـ لتحقيق عدة أهداف منها تحقيق الكتب التي تخدم تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية إضافة إلى بلاد العرب والإسلام، وقد صدر عنها عدة مشروعات علمية كبرى منها: «موسوعة الحج والحرمين الشريفين»، و«الأطلس التاريخي للسيرة النبوية»، و«أعلام المملكة».. وأشار إلى أن الدارة لا تهدف لأن تكون أكبر جهة لجمع المخطوطات، ولكنها تركز على التاريخية المحلية منها، وفي سبيل ذلك واجهت الدارة عدة إشكاليات كان في مقدمتها مشكلة «المكتبات الوقفية» وتلك الإشكالية تتعلق بقضية شرعية وتم حلها.
وتطرق الدكتور محمد الربيع إلى إشكالية أخرى واجهت دارة الملك عبدالعزيز والتي تتعلق بتزوير المخطوطات واحتوائها على وقائع ومعلومات غير صحيحة، وقد اتجهت في سبيل مواجهة تلك الإشكالية إلى طريقتين؛ الأولى: تعتمد على الطريقة العلمية الكيميائية في المعامل المتخصصة وقد أنشأت لذلك مركزاً خاصاً، والثانية: إسناد التحقيق إلى محققين متميزين ذوي أمانة علمية ودقة كبيرة، ليقوموا بتحقيق تلك المخطوطات والتعليق عليها وبيان ما بها من خطأ.
وذكر د. الربيّع أن الدارة أنشأت مركزاً خاصاً للمخطوطات المحلية عام 1422هـ، ومن ضمن أهدافه الحفاظ على المخطوطات التي في يد الأفراد وتقديم العناية اللازمة لها، وإبراز التراث المخطوط في المملكة وإتاحته للباحثين والمهتمين، وإبراز جوانب مهمة من جوانب الحركة العلمية في المملكة مثل وقف المخطوطات وجوانب النسخ والتعليق، وكذلك زيادة الوعي بالمخطوطة وأهميتها التاريخية والعلمية، إضافة إلى إنشاء قاعدة معلومات حاسوبية تفصيلية لفهرستها. وأضاف: أنشأت الدارة مركزاً آخر خاصاً بالمخطوطات تحت اسم مركز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية وقد تم تزويده بأحدث التقنيات في مجال الترميم ومعالجة المخطوطات وتعقيمها، لافتاً إلى أنه لا يخدم الدارة فقط إنما العديد من الوزارات والهيئات الأخرى.
وقال د. الربيع: إن الدارة بعد أن حازت على عدد كبير من الوثائق والمخطوطات قامت بتنظيم «معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط»، الذي عرضت فيه العديد من المخطوطات التاريخية ومن ضمنها مخطوطات لأفراد. كما قامت الدارة بإصدار عدد من الأعمال الموسوعية.. وأكد أن إجمالي المخطوطات المحلية المحفوظة في مركز المخطوطات بالدارة وصل إلى 4500 مخطوطة أصلية، وقد تم فهرستها جميعاً، وبلغ عدد المخطوطات المصورة المتعلقة بتاريخ الجزيرة العربية أكثر من 2000 مخطوط، كما أن العمل جارٍ على فهرست أكثر من 10000 مخطوطة أخرى.