القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهى سلطان - ياسين عبد العليم:
أيدت القوى السياسية المصرية بمختلف أطيافها عملية «عاصفة الحزم» التي شنها مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية وبدعم عربي موسع، على الانقلابيين الحوثيين في اليمن، داعين إلى ضرورة أن يمتد هذا التكاتف العسكري للقضاء على الإرهاب في كل البؤر الإرهابية التي مثلت في الفترة الأخيرة تهديداً للأمن القومي العربي، ولفتوا إلى أن جرائم الحوثيين ضد الأشقاء في اليمن وصلت لمرحلة لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها بعد أن أوشكوا على السيطرة على جميع أنحاء اليمن،وأعلنت القوى السياسية المصرية تأييدها الكامل للقرار الشجاع الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ببدء عملية ضد الحوثيين في اليمن تحت مسمى «عاصفة الحزم».
هذا وقد أعلن حزب النور السلفي، دعمه للتحركات السياسية التي اتخذتها الدولة المصرية، للمشاركة في العملية العسكرية العربية المستهدفة لحركة (أنصار الله) «الحوثيين» في اليمن وأكد المهندس جلال مرة، الأمين العام للحزب أن النور يؤيد ويدعم القيادة السياسية المصرية في دعمها السياسي والعسكري للتحالف العربي القائم لمواجهة الخطر الإيراني وذراعه الحوثي في اليمن الذي يهدد الأمن القومي المصري والخليجي العربي وأوضح أن الشعب المصري بجميع طوائفه وراء قيادته، لمواجهة هذا الخطر الكبير، الذي تقوم به إيران لتهديد دولة عربية، مؤكداً دعم حزبه لـ»العاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد مواقع الحوثيين في اليمن لإنقاذه من التحول لأحد معالم النفوذ الإيراني في المنطقة.
ووصف نادر بكار، مساعد رئيس الحزب النور لشؤون الإعلام عاصفة الحزم بأنهما هي أولى ردود فعل العرب على مخطط الـ»سايكس بيكو» الإيراني.. متابعا، التزام القاهرة مع حلفها المشرقي سيعيد ترتيب حساب القوى في المنطقة، وأكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية دعمه للائتلاف العربي لمواجهة الحوثيين في اليمن مشيرا إلى أن الشيعة والحوثيين خطر عظيم جدا على المنطقة العربية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة وأوضح أن الشيعة يسعون إلى تكوين إمبراطورية إيرانية شيعية مشيرا إلى أن ولاءهم لمذهبهم أكثر بكثير من ولائهم لأوطانهم وأن الحوثيين خطر عظيم يهدد الأمن القومي المصري ولا بد من وقفة راسخة لمنع تسلطهم على اليمن.
فيما أكد رجل الأعمال نجيب ساويرس مؤسس حزب المصريين الأحرار الليبرالي أن العملية العسكرية التي شنتها القوات السعودية في اليمن تحت عنوان «عاصفة الحزم» تمثل حرب تحرير للأمة العربية من الاحتلال الإيرانى مضيفا بأنها تمثل حرباً على الحوثيين وممارساتهم المشينة، وأضاف أنها حرب تحرير الأمة العربية من الاحتلال الإيراني الذي تم في غفلة من الزمن.
فيما أبدى محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية ترحيبه بالضربة التي يتم توجيهها للحوثيين باليمن بمشاركة عربية واسعة وقوية بعد طلب الرئيس اليمني بالتدخل الخارجي للقضاء على سيطرة الحوثيين على اليمن، معلناً دعمه لمشاركة مصر في الضربة ودعا إلى أن يمتد هذا التكاتف العسكري للقضاء على الإرهاب في ليبيا وغيرها من البؤر الإرهابية التي مثلت في الفترة الأخيرة تهديداً للأمن القومي العربي وأكد السادات أن القمة العربية المنعقدة الآن فرصة طيبة لاتخاذ مثل هذه القرارات وتنفيذ فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة قادرة على مواجهة مخاطر ومحاولات تفتيت الدول العربية ووضع استرتيجية سياسية وثقافية واقتصادية لمواجهة الفكر الطائفي والتعصب الديني وإقرار دولة العدالة والقانون والمواطنة، وأوضح أن ردع الحوثيين هو حفاظ على الشرعية والاستقرار في اليمن بما يعد حفاظا على أمن مصر والخليج، وقد آن الأوان لأن ينتفض العرب ويعلنوا عن أنفسهم كقوة إقليمية مؤثرة قادرة على حماية أمنها ومصالحها بكل قوة. وعلينا أن نستغل روح التكاتف العربى التي تبدو الآن والتي كنا قد افتقدناها منذ وقت بعيد.
كما أعلنت الجماعة الإسلامية بمصر، عن دعمها وتأييدها لعملية «عاصفة الحزم» التي تشنها قوات من درع الجزيرة وعدد من الدول العربية على معاقل الحوثيين، واصفة الضربات الجوية بأنها بداية جيدة يجب أن تستمر لدحر المشروع الصفوي دون أن تتوقف عند مجرد الضربات الجوية، حيث أبدى الشيخ كرم زهدي، رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية السابق دعمه للعمليات العسكرية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية على معاقل الحوثيين في اليمن لافتا إلى أن جرائم الحوثيين ضد أهل السنة والجماعة والأشقاء في اليمن لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها بعد أن أوشكوا على السيطرة على جميع أنحاء اليمن، وتابع: «الحوثيون عاثوا في اليمن فساداً ويخوضون حرباً طائفية ضد أهل السنة في اليمن وصلت لدرجة أنه لم يعد أمام الدول العربية وفي مقدمتها السعودية إلا التدخل العسكري لإنقاذ اليمن من الاستباحة الإيرانية، وأكد زهدي داعمه لأي تدخل عسكري مصري في اليمن سواء بالطيران أو القوات البرية أو الدعم الاستخباراتي حال استمرار مساعي الحوثيين في استهداف أهل السنة وتهديد شريان التجارة العالمي الممثل في قناة السويس بعد سيطرتهم على باب المندب بشكل جعل الدور المصري ضروريا في المشاركة في هذه الحرب، وأعرب سمير العركي، القيادي بالجماعة الإسلامية عن أمله في أن تفرز هذه الضربات الجوية والعمليات البرية المحتملة محور سني قوي يتألف من القوى العربية والإقليمية ذات الثقل في المنطقة وشدد العركي، على أهمية التدخل السريع لمنع تحول الصراع إلى مواجهات طائفية وعدم تغافل براعة الفاعلين الدوليين الذين تمكنوا من تحويل صراع المنطقة من عربي-صهيونى إلى سني-شيعى.
فيما أعلن محمد لاشين، مؤسس حركة فرسان الميدان تأييده للتدخل العسكري في اليمن الذي شنته الدول العربية ضد الحوثيين هناك مطالباً بموقف عربي موحد بعيدا عن الانقسام في ظل هذه الظروف الصعبة والرياح العاتية التي تواجه المنطقة، وشدد لاشين على ضرورة إنشاء قوة عربية مشتركة تحت قيادة موحدة لمواجهة الإرهاب في المنطقة ويجب أن ننحي خلافتنا جانبا في ظل كل هذه المؤامرات التي تديرها إيران وبعض أجهزة المخابرات وأكد لاشين لا بد من الاصطفاف الوطني الآن، وأن نكون على قلب رجل واحد شعبا وقيادة في هذه اللحظات الحرجة والفارقة في تاريخ الوطن والأمة العربية جمعاء لمواجهة الأخطار التي تواجه مصر والدول العربية على حد سواء خصوصا وأن المخطط الذي يحدث الآن هدفه في المقام الأول النيل من مصر بعض سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب مما يعد خطرا على الأمن القومي المصري.
ورحب الشيخ أحمد الشريف، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، بالضربة العسكرية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية لاستهداف مواقع لحركة أنصار الله «الحوثيين» لوقف توسعها في اليمن وقال «الشريف» إن العملية أراحت قلوبنا وأثلجت صدورنا، وجعلتنا ننام أخيرًا في راحة، مشيرًا إلى أنه في الفترة الأخير كان في حالة حزن على حال اليمن، والتوسع الشيعي الممثل في الحوثيين المدعومين من دولة إيران ولفت إلى أن إيران «سرطان» في المنطقة تسعى لتنفيذ مخططها؛ لتكوين إمبراطوريتها المزعومة التي تقوم على حساب سيادة الدول المحيطة بها.
وأثنى الكاتب الصحفي جمال سلطان -رئيس تحرير صحيفة المصريون- على قرار الملك سلمان ببدء عملية «عاصفة الحزم». وقال سلطان: القرار الشجاع للملك سلمان بإطلاق عاصفة الحزم ليس مجرد تأديب للمتمردين، وإنما صفحة جديدة بتاريخ جديد للمملكة سيكون له ما بعده من خير وعزة. وأضاف: الإعلام الإيراني في حالة اضطراب هستيري من هول المفاجأة أمام التحرك السعودي ويصرخ كأن الغارات فوق طهران، ووصف سلطان، الهجمات التي شنتها طائرات التحالف على رأسها المقاتلة السعودية بأنها تمثل تطورًا عسكريًا كبيرًا في السعودية خاصة فيما يتعلق بـ»دقة التخطيط وسريته والذكاء في تحديد أولويات الأهداف، والدقة في التصويب وعنصر المفاجأة» وهي أمور تكشف عن تطور عسكري سعودي مبهر.
كما ثمن محمد عطية، المتحدث الإعلامي لحزب السادات الديمقراطي، من مشاركة مصر في الضربة الجوية باليمن، مؤكدًا أنها بداية حقيقية وجادة لتكوين قيادة عسكرية عربية موحدة لحماية وتعزيز أمن المنطقة وأكد عطية أن القيادة السياسية المصرية تعكس مدى حرصها على احترام سيادة الدول، ودحض الإرهابيين والقضاء عليهم نهائيًا من المنطقة، حتى يعم السلام والتعاون والتقدم، لافتًا إلى أن مصر استعادت دورها كرائدة وزعيمة لدول الشرق الأوسط، وأشار المتحدث الإعلامي للحزب، إلى أنه لا بد وأن تكون القمة العربية المقرر انعقادها السبت المقبل، بأن تتخذ إجراءات جادة وصارمة وتعاونية بينهم للقضاء على الإرهاب الذي ما زال يتوغل في أوصال المنطقة، وأصبح خطرًا يهدد الجميع.
فيما قال ياسر القاضي الأمين العام لاتحاد نواب مصر إن المشهد أوسع من كونه صراعا يمنيا داخليا، حيث يشكل خطرا محدقا على الأمن القومي المصري وأضاف القاضي أن تدخل إيران في المشهد وتحرك الحوثيين نحو مضيق باب المندب أمر خطير على المصالح المصرية العليا، حيث إن هذا المضيق هو بوابة الدخول والخروج من قناة السويس، والعالم ينتظر قناة السويس الجديدة، وهناك أيضا من لا يريدها سواء الكيان الصهيوني أو غيره، وحذر من محاولات لإقامة قناة موازية بتوصيل البحر الميت بالمتوسط ومنه إلى البحر الأحمر، ومن قبل عمل شبكة سكك حديد من ميناء أسدود بالمتوسط إلى النقب على البحر الأحمر في وسيلة لضرب المصدر الاستراتيجى لمصر.