نادية السالمي
كعادتها إيران ترى القصص وأحداثها بالخيال الذي تريد، وترويها بالحبكة التي تختار. لهذا في القصة التي تشرف على إخراجها تبحث عن الحذاء المناسب لا عن السندريلا. وفي حبكتها الحذاء المطلوب ليس لقدم السندريلا بل لرأسها لهذا لا يعنيها مقاس الحذاء ولونه، كل ما يعنيها أن يحدث عند استخدامه صدعًا عظيمًا أليمًا في رأس السندريلا.
المتابع للشأن الإيراني الداخلي يدرك أن إيران تتصدع من الداخل بشكل متزايد وعلى جلل هذا الخطر على أمنها واستقرارها هي لا تبالي ولا تألو جهدًا في مواصلة ركضها للوصول إلى أهدافها الخارجية، وهي بأفكارها الخيالية المرتبطة بالخرافة أحيانًا ولا تمت للواقع بصلة غالبًا تبدد ثروتها على أمل تحويل الأزمات الخارجية للمناطق المجاورة إلى فرص تصب في مصلحة الداخل الإيراني!. وبهذا نسيت وتناست إيران مواطنيها ومعاناتهم المتفاقمة بالعجز في الميزانية، وتدني الأجور مقابل غلاء المعيشة، حتى وصل الحال بها إلى إعفاء الشباب من الخدمة العسكرية مقابل دفع مبلغ مالي كبير، بعذر من أقبح ترهاتها إلا وهو: إن معظمهم ليس لديهم الكفاءة للخدمة!.
كل هذا الانحدار وإيران لم تتوان في البحث عن الحذاء المناسب لرأس السندريلا سواء كان الحذاء من الداخل الإيراني أو الخارج. في الداخل من خلال الدعاية الخطابية التي تقوم بها بين الحين والآخر، وتطوير مفاعلها النووي الذي تفوقت به على الخليج ودخلت به مجال التسلح النووي، ومن خلال الحث على مضاعفة عدد السكان عل وعسى يظهر جيل يتحمل تركة الحقد هذه ويكون الحذاء المناسب والصدع الأليم!.
خارجيًا من خلال ميلشيات نائمة مزروعة في المناطق العربية، ومن خلال احتلالها للأحواز والجزر الإماراتية وأذرعها التي صنعتها وغذتها بالطائفية فامتلأت بالحقد الذي نفثته فيها، فلا تعجب أن رأيت الحوثي يبيع وطنه، ونصر الله كذلك في لبنان، وميليشياتها في العراق وسوريا تستهدف السنة، ناهيك عمن انزلق معها وروج لنزواتها في البحرين والسعودية.
كل هذا الحراك الشيطاني على أمل أن يكون أحد هؤلاء الحذاء المناسب لرأس السندريلا.
الحقد يظل دائمًا وأبدًا مرهون بالنجاسة فلا سبيل لنأمن شر إيران إلا عن طريق سحب البساط من تحتها وقطع الطريق عليها، وإذا كان ليس باستطاعتنا إقناع العقول التي ترى نفسها «الحذاء» بالعدول عن ضلالها ورؤيتها هذه فبإمكاننا توجيه خطواتنا إلى احتضان ولم الشمل العربي والتيارات المختلفة فاليمن وأعاصير الفوضى التي تضربه ليس في مصلحتنا، كذلك الخلاف بين حماس وفتح، وامتداد الحرب في ليبيا، ولدينا الأحواز خيط من الممكن الإمساك به فمناصرة الأحواز ودعمها على الأقل إعلاميًا ليطلع العالم على مأساتها، وتتحرك نحوها منظمات حقوق الإنسان كل هذا سيمنح أهلها قوة معنوية ليستمروا في محاربة الظلم الواقع عليهم.